احتفلت الطرق الصوفية، مولد القطب الصوفي الكبير العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وسط أجواء روحانية ومشاركة الآلاف من المريدين والوافدين من مختلف محافظات الجمهورية، الذين حرصوا على إحياء الذكرى السنوية للمولد بالدعاء والابتهالات والمدائح النبوية.
وشارك في الاحتفال الدكتور عبد الهادي القصبي رئيس المجلس الأعلى للصوفية والدكتور جمال الدسوقي شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية، والشيخ سعيد الشناوي شيخ الطريقة الشناوية، والشيخ أيمن حمدي الأكبري شيخ الطريقة الأكبرية، والشيخ الحسين سلامة الراضي شيخ الطريقة الحامدية، والشيخ أشرف عاشور شيخ الطريقة البرهامية، والدكتور محمد وسام ممثلا عن مفتي الجمهورية، والشيخ مجدي عاشور وكيل الطريقة الصديقية .
وشهد الاحتفال حضور وكبير كثيف من محبي ومريدى الشيخ مختار على محمد الدسوقى مؤسس الطريقة الدسوقية المحمدية في مصر، وكذلك أبناء الطريقة الدسوقية المحمدية الذين ملئوا جنبات مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى.
مناسبة دينية وروحية كبرى تُجسد سماحة الإسلام ووسطيته
كما شهد الاحتفال أيضا حضور عدد من مشايخ الطرق الصوفية وقيادات وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، إلى جانب ممثلين عن القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، مؤكدين أن مولد "سيدي إبراهيم الدسوقي" يمثل مناسبة دينية وروحية كبرى تُجسد سماحة الإسلام ووسطيته.
شكر الرئيس السيسي لدعمه المتواصل للطرق الصوفية، وحرصه على محاربة الفكر المتطرف وترسيخ مبادئ الاعتدال
وخلال الاحتفال، وجه مشايخ الطرق الصوفية الشكر والتقدير إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعمه المتواصل للطرق الصوفية، وحرصه على محاربة الفكر المتطرف وترسيخ مبادئ الاعتدال والوسطية في المجتمع المصري. كما أعربوا عن امتنانهم لتوجيهاته المستمرة بشأن تجديد وصيانة مساجد الصالحين وآل البيت في مختلف المحافظات، مؤكدين أن تلك الجهود تعكس اهتمام الدولة بتاريخها الديني وتراثها الروحي.
القصبي: دعم الرئيس السيسي للطرق الصوفية يُعد تأكيدًا على دورها الوطني في مواجهة الفكر المتشدد
وقال الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ، ورئيس المجلس الأعلى للصوفية، إن دعم الرئيس السيسي للطرق الصوفية يُعد تأكيدًا على دورها الوطني في مواجهة الفكر المتشدد، مشيرًا إلى أن الصوفية كانت وما زالت حصنًا منيعًا ضد التطرف، ومنبرًا للدعوة إلى التسامح والمحبة والسلام.
وتابع " القصبي" في تصريحات لـ"لدستور" قائلا: الطرق الصوفية تعمل بكل جهد ونشاط لنشر الوسطية ومحاربة التطرف في مصر من خلال علمائها ودعاتها وشيوخها الذين لا ينامون الليل من أجل تعريف المواطنين بالمنهج الإسلامي الوسطي.
شيخ الدسوقية: مولد الدسوقي يمثل مناسبة دينية وروحية هامة
في السياق ذاته، أكد الدكتور جمال الدسوقي، شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية، وعضو المجلس الأعلى للصوفية في تصريحات صحفية بمناسبة الاحتفال، أن مولد سيدي إبراهيم
الدسوقي يمثل مناسبة دينية وروحية عظيمة لإحياء قيم التصوف الأصيل، القائم على المحبة والوسطية وخدمة الإنسان، مشيرًا إلى أن المجتمع في أمسّ الحاجة اليوم إلى نشر ثقافة التسامح والتراحم بين أبنائه.
وتابع شيخ الطريقة الدسوقية، قائلا "نحتفل بمولد سيدي إبراهيم الدسوقي ليس فقط بذكره، بل بالاقتداء بسيرته ونهجه في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالعمل على ترسيخ قيم الرحمة والصدق والإخلاص في النفوس."
ليالي ذكر وإنشاد ديني ودروسًا في السيرة النبوية والتصوف
وأضاف أن احتفالات هذا العام تتضمن ليالي ذكر وإنشاد ديني ودروسًا في السيرة النبوية والتصوف، بالإضافة إلى موائد رحمة لخدمة الزائرين من مختلف المحافظات، وذلك بالتعاون مع الجهات الرسمية والمحلية، في إطار من التنظيم والأمن والالتزام بالآداب الشرعية.
ودعا شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية جميع أبناء الطرق الصوفية ومريديها إلى جعل هذه المناسبة فرصة لتجديد العهد مع الله، والسير على نهج الأولياء الصالحين في خدمة الناس، مؤكدًا أن التصوف المصري كان وما يزال حصنًا منيعًا للهوية الدينية والروح الوطنية.
واختتم الدكتور جمال الدسوقي حديثه بالدعاء قائلًا: نسأل الله تعالى أن يعيد علينا هذه الذكرى المباركة بالخير والبركة لمصرنا الحبيبة ولأمتنا الإسلامية، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه ولي ذلك والقادر عليه."
يُذكر أن مولد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي يُعد من أكبر الموالد في مصر، حيث تستمر فعالياته على مدى أسبوع، وتشمل حلقات ذكر وابتهالات دينية ومجالس علم ودروس وعظ، وسط استعدادات مكثفة من الجهات التنفيذية والأمنية لتأمين الزائرين وتنظيم حركة الدخول والخروج إلى ساحة المسجد الدسوقي.









0 تعليق