روت الفنانة شريهان ذكرياتها النادرة عن موقف جمعها في طفولتها بكلٍ من العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ والموسيقار الكبير فريد الأطرش، في واحدة من أكثر الحكايات العاطفية والإنسانية التي تكشف جانبًا جديدًا من نجوم الزمن الجميل، وهي اللحظة التي تركت أثرًا لا يُنسى في حياتها الفنية والإنسانية، بل وأثارت غيرة أحد أكبر رموز الغناء العربي.
شريهان وعبد الحليم حافظ
تحكي شريهان في إحدى لقاءاتها القديمة التي يرصدها موقع تحيا مصر تفاصيل الواقعة قائلة: «في عيد ميلاد أخويا عمر في بيروت.. عمر كان بيعزف وفريد الأطرش وعبد الحليم بيغنوا، وأنا رقصت وكان عندي 8 سنين، اللحظة دي مش بنساها أبدا».
وتتابع النجمة الكبيرة: «عبد الحليم اتأثر جدًا وأنا برقص، دمعت عيناه، وقلع السلسلة اللي كانت في رقبته، كان فيها عين زرقة، وحطها في رقبتي، وقال لي: دي هدية مني يا شريهان».
فريد الأطرش وشريهان
لكن المفارقة اللطيفة التي أضفت على الموقف طابعًا طريفًا وحنونًا في آن، هي ما فعله الموسيقار فريد الأطرش بعدها، حيث تقول شريهان: «فريد الأطرش راح قاله أنا مش لابس حاجة وعايز أديها برضو، وتاني يوم بعتلي عين زرقة زي بتاعة عبد الحليم».
كانت تلك الهدية البسيطة — *سلسلة بعين زرقاء* — أكثر من مجرد قطعة حُلي، فقد أصبحت رمزًا لعلاقة روحية وإنسانية جمعت بين الطفلة الصغيرة التي كانت تخطو أولى خطواتها في عالم الفن، وبين نجمين كبيرين من جيل العمالقة، شاهدا فيها موهبة فطرية ستصبح لاحقًا من علامات المسرح والسينما العربية.
شريهان: عبد الحليم حافظ أبويا
وتستكمل شريهان حديثها عن العندليب بامتنان واضح: «عبد الحليم أذكى إنسان ممكن تقابليه في حياتك.. ذكاء فذ وتلقائية بجد.. فنان واعي، مثقف، حذر وطيب.. كان بالنسبالي أبويا، وبيحبني جدًا، وكان دايمًا يقول لي يا بنتي».
هذا الموقف الإنساني يعكس جانبًا نادرًا من شخصية عبد الحليم حافظ، الذي لم يكن مجرد مطرب عظيم، بل كان يحمل حسًا إنسانيًا عاليًا وقدرة على اكتشاف الموهبة والتأثر بها حتى في ملامح طفلة موهوبة ترقص بعفوية أمامه.
سر السلسلة التي أهداها عبد الحليم حافظ لـ شريهان
أما فريد الأطرش، فقد أظهر من جانبه روح المنافسة اللطيفة والغيرة الفنية، وهي غيرة محببة حملت تقديرًا للموهبة الصغيرة التي جمعت بين عبقريين من زمن الفن الجميل في لحظة واحدة ستظل محفورة في ذاكرة شريهان إلى الأبد.
في النهاية، لم تكن تلك السلسلة ذات العين الزرقاء مجرد هدية، بل كانت رمزًا لبداية علاقة فنية وإنسانية صنعت ملامح نجمة ستصبح لاحقًا من أهم أيقونات الجمال والموهبة في تاريخ الفن العربي.















0 تعليق