أدانت مصر والسعودية والأردن وقطر والكويت الانتهاكات الجسيمة التى ترتكبها ميليشيا «الدعم السريع» فى مدينة الفاشر بإقليم دارفور، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف إطلاق النار فى السودان وتطبيق هدنة إنسانية شاملة، فيما أكدت جامعة الدول العربية موقفها الداعم لحماية المدنيين ووضع حد لهذه الانتهاكات، معتبرة ما يجرى فى الفاشر «جريمة ضد الإنسانية».
ودوليًا، أدانت وزارة الخارجية الفرنسية هجمات ميليشيا «الدعم السريع»، مؤكدة أن حصار المدينة تسبب فى أزمة إنسانية مأساوية منذ نحو عام ونصف العام.
فيما شدد الاتحاد الأوروبى على ضرورة وقف الاعتداءات فورًا واحترام حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأصدر الاتحاد الأوروبى بيانًا مشتركًا، حذر فيه من أن استيلاء الميليشيا على الفاشر يمثل منعطفًا خطيرًا فى الحرب ويهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية، محملًا ميليشيا «الدعم السريع» المسئولية الكاملة عن حماية المدنيين والعاملين فى المجال الإنسانى والصحفيين.
ودعا الاتحاد الأوروبى إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم ٢٧٣٦ وتنفيذ إعلان جدة، وتوفير ممرات إنسانية آمنة.
وارتكبت ميليشيا «الدعم السريع» انتهاكات واسعة فى مدينة الفاشر، طالت المدنيين العزل والجرحى فى المستشفيات والمرافق الطبية، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا ونزوح عشرات الآلاف من السكان نحو القرى والمناطق المجاورة.
وطالب حاكم إقليم دارفور، منى أركو مناوى، مجلس الأمن الدولى والمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة للقبض على قائد ميليشيا «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتى»، ونائبه عبدالرحيم دقلو، على خلفية اقتحام الميليشيا المستشفى السعودى فى الفاشر، وتصفيتها ٤٦٠ مريضًا مدنيًا، بينهم نساء وكبار سن، فى عملية وصفها «مناوى» بـ«التصفية الجماعية دون أى وازع إنسانى أو أخلاقى».
فيما أكد وزير الثقافة والإعلام والسياحة السودانى، خالد الإعيسر، أن الموقف الرسمى للحكومة السودانية يعكس إرادة الشعب فى مواجهة جرائم «الميليشيا»، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين وتقديم المساعدات، وداعيًا المجتمع الدولى لتصنيف الميليشيا منظمة إرهابية، ومحاسبة مرتكبى هذه الجرائم، التى تجاوز عدد ضحاياها إلى ٢٣٧٧ شخصًا.
ميدانيًا، كشف رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة فى السودان، محمد رفعت، عن أن أكثر من ٣٣ ألف شخص نزحوا خلال الـ٧٢ ساعة الماضية من الفاشر، ومن المتوقع أن يزيد العدد إلى نحو ٢٦٠ ألفًا خلال الأيام القليلة المقبلة، مع استمرار تعرض النازحين لأعمال عنف ممنهجة، ونقص حاد فى الغذاء والمياه والأدوية.
وفى الإطار نفسه، أعلنت جمعية «الهلال الأحمر السودانى» عن مقتل خمسة من متطوعيها بمدينة «بارا» بولاية شمال كردفان على يد عناصر الميليشيا، بينما لا يزال مصير ثلاثة متطوعين آخرين مجهولًا.
وأشارت إلى خروج أهالى مدينتى الدالى والمزموم فى تظاهرات حاشدة، تندد بجرائم الميليشيا، رافعين شعارات داعمة للقوات المسلحة السودانية، وممجدة لصمود سكان الفاشر.
فيما دعا حاكم ولاية القضارف، الفريق الركن محمد أحمد حسن، إلى التعبئة العامة وانضمام جميع القادرين على حمل السلاح للقوات المسلحة.
ومن جانبها، أوضحت نازك أبوزيد، رئيسة مكتب «أطباء السودان من أجل حقوق الإنسان»، أن الموقف الإنسانى فى الفاشر بالغ الخطورة، حيث تواجه منظمات الإغاثة «عقبات جسيمة»، أبرزها التهديدات الأمنية واستهداف العاملين الأمميين، مؤكدة أن معظم المرافق الصحية لم تعد صالحة للعمل بعد اقتحامها.
فيما وصفت منى نور الدائم، نائب مفوض العون الإنسانى فى السودان، الأحداث التى شهدتها الفاشر خلال اليومين الماضيين بالمأساة الكبرى، مؤكدة أن الميليشيا ارتكبت جرائم غير مسبوقة بحق المدنيين، شملت تصفية المرضى والجرحى فى المستشفيات بدم بارد، مع مقتل أكثر من ٢٠٠٠ مواطن، وملاحقة الفارين وارتكاب عمليات اغتصاب، فيما تظل الجثث ملقاة فى الشوارع والميادين العامة.
وأضافت أن استهداف القوافل الطبية واختطاف كوادرها مقابل فدية مالية يفاقم حجم الكارثة الإنسانية فى المدينة.















0 تعليق