رحلة عبر التاريخ.. المرشدون السياحيون يؤكدون جاهزيتهم للعمل فى المتحف المصرى الكبير

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

المرشد السياحى هو سفير السياحة المصرية، الذى يحمل على عاتقه أمانة نقل الحضارة المصرية القديمة إلى زُوار «أُم الدنيا» من السائحين القادمين من كل بلدان العالم، الذين يضعون ثقتهم فيه ليتعرفوا منه على أسرار هذه الحضارة، ويرد على كل أسئلتهم التى يحملونها معهم من بلدانهم. 

ومع اقتراب افتتاح المتحف المصرى الكبير، هدية مصر للعالم، السبت المقبل ١ نوفمبر ٢٠٢٥، يبرز دور المرشد السياحى الذى سينقل من خلال لسانه وأدواته جمال هذا المتحف، بتفرده وما يحتويه من كنوز نادرة، إلى العالم بأسره، من خلال المجموعات السياحية المختلفة. 

«الدستور» تحاور فى السطور التالية عددًا من المرشدين السياحيين، لمعرفة رؤيتهم لهذا المشروع الثقافى والحضارى الأهم فى العصر الحديث، وكيف سينقلون تجربته الثرية إلى السائحين، وهل هم مستعدون لذلك أم لا؟

سمير عبدالوهاب: جولات تدريبية لتعريف 120 مرشدًا بكل كنوز المتحف

قال الدكتور سمير عبدالوهاب، رئيس لجنة تسيير الأعمال بنقابة المرشدين السياحيين، إن المرشدين السياحيين مستعدون تمام الاستعداد للعمل داخل المتحف المصرى الكبير، مشيرًا إلى تنظيم المرشدين العديد من الجولات السياحية بصحبة السائحين إلى المتحف، خلال فترة تشغيله التجريبى.

وأضاف «عبدالوهاب»: «خلال الفترة الماضية، وفى إطار الاستعدادات لافتتاح المتحف المصرى الكبير، نظمت النقابة جولات تدريبية وإرشادية لأكثر من ١٢٠ مُرشدًا سياحيًا، بالتعاون مع إدارة المتحف، وبالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار».

وواصل رئيس لجنة تسيير الأعمال بنقابة المرشدين السياحيين: «هذه الجولات التدريبية استهدفت تعريف المرشدين السياحيين بالمتحف المصرى الكبير، والقطع الأثرية المعروضة به، التى تنتمى إلى حقب تاريخية مختلفة، وتعبر عن ثراء الحضارة المصرية العريقة».

وأوضح أن هذه الجولات شهدت التعريف بسيناريو العرض الخاص بالمتحف المصرى الكبير، وقاعات العرض الرئيسية وما بها من كنوز أثرية، من خلال شرح قدمه أُمناء المتحف، لتمكين المرشدين من شرحها وسرد المعلومات الخاصة بها للسائحين بطريقة سلسة ومشوقة.

وأكمل: «هذه الجولات لاقت إقبالًا كبيرًا من المرشدين، وكل مرشد منهم سيجرى جولة إرشادية يعرف بها باقى زملائه بما تلقاه من معلومات»، مشيرًا إلى وجود تعاون دائم بين المتحف المصرى الكبير ونقابة المرشدين السياحيين، مع استعانة المتحف بالمرشدين لتنظيم الجولات الإرشادية خلال فترة التشغيل التجريبى للمتحف، على أن يكون هناك تعاون أكبر بعد الافتتاح الرسمى.

وتابع: «المتحف المصرى الكبير هو درة المتاحف المصرية، ويتميز باستخدام واضح لأساليب العرض المتحفية الحديثة ووسائل التكنولوجيا، التى تُرضى كل الفئات العمرية باختلاف اهتماماتهم، بالإضافة إلى إتاحة مساحة للأطفال، من خلال (المتحف المصرى الكبير للأطفال)، الموجود فى قلب المتحف، وهو تجربة مُصممة لإثارة فضول الأطفال حول الحضارة المصرية القديمة، من خلال تجارب تعليمية عملية مصممة خصيصًا لعقول الصغار، ما سيجعل الكبار والصغار يستمتعون بالمتحف».

بشار أبوطالب:  شغف وتساؤلات غير مسبوقة لدى السائحين.. والملك الذهبى يجذب الملايين

أكد بشار أبوطالب، نقيب المرشدين السياحيين فى البحر الأحمر، أن المتحف المصرى الكبير إضافة كبيرة للسياحة الثقافية فى مصر. وكشف «أبوطالب» أنه كان فى انتظار افتتاح المتحف الرسمى منذ الإعلان عن إنشائه قبل نحو ٢٥ عامًا، والتسويق له فى البورصات السياحية العالمية طوال السنوات الخمس الأخيرة، واحتلاله صفحات الصحف الأجنبية والمواقع الدولية المتخصصة فى السياحة، بالإضافة إلى وجوده بجوار الأهرامات، وهى العجيبة الخالدة الوحيدة من عجائب الدنيا السبع القديمة. ورأى أن كل ذلك خلق شغفًا كبيرًا لدى السائحين تجاه المتحف المصرى الكبير، فى ظل تساؤلاتهم المستمرة عن موعد الافتتاح، الأمر الذى سيخلق رواجًا سياحيًا كبيرًا فى مصر بعد الافتتاح المرتقب.

وأضاف أن تخصيص قاعة عرض كاملة لعرض المقتنيات الأثرية للملك توت عنخ آمون كلها فى مكان واحد يعد إنجازًا كبيرًا، خاصة أن لدينا قطعًا أثرية للملك الذهبى كانت داخل المخازن الأثرية وستعرض لأول مرة داخل المتحف المصرى الكبير.

وأوضح أن المتحف المصرى الكبير مجهز لاستقبال أعداد غفيرة من الزائرين، وتتوافر به الخدمات السياحية خاصة داخل المنطقة التجارية بالمتحف، بالإضافة إلى توافر دورات مياه سياحية. وأكد أن المرشدين كانوا يعانون فى السابق نقص هذه الخدمات، التى كانت تصدر صورة سلبية لدى السائحين، ولكن شهدت السنوات الأخيرة طفرة فى المتاحف والمواقع الأثرية فى مصر، فأصبحت مزودة بالخدمات الأساسية التى يحتاجها السائح، بالإضافة إلى أن العاملين بالمواقع الأثرية تلقوا دورات تدريبية لكيفية التعامل مع السائح وتقديم تجربة سياحية متميزة.

وأشار إلى افتتاح العديد من المتاحف الأثرية كمتحف شرم الشيخ وكفرالشيخ ومتحف سوهاج القومى ومتحف المركبات الملكية ببولاق، وإعادة فتح المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية، والمتاحف الموجودة بصالات مطار القاهرة. وأوضح أن التجربة المتحفية التى سيتم عرضها عند افتتاح المتحف المصرى الكبير بتجميع مركب الملك خوفو الثانى أمام الزائرين لمدة ٣ سنوات، هى تجربة ثرية ومتميزة ستجذب السائحين، لأنها من اللقطات الذكية والفريدة التى ينفرد بها المتحف المصرى الكبير.

هشام محيى الدين: توفير رحلات طيران داخلى من الغردقة وشرم الشيخ

قال هشام محيى الدين، نقيب المرشدين السياحيين بجنوب سيناء، إن العالم كله ينتظر افتتاح المتحف المصرى الكبير، مؤكدًا: «السياح أجّلوا مواعيد سفرهم وزياراتهم لمصر إلى ما بعد الافتتاح، ما يؤكد أنه سيكون هناك إقبال كبير على المتحف بعد الافتتاح».

وأضاف «محيى الدين»: «أعجبت ببازار بيع الهدايا التذكارية الموجود داخل المتحف، فهو جميل للغاية، كما أن الهدايا التذكارية التى تُباع للسائحين صناعة مصرية وبجودة عالية»، لافتًا إلى أن المتحف المصرى الكبير يضم العديد من الحضارات المصرية القديمة، وأن المرشد السياحى المصرى متمكن من أدواته ويستطيع تقديم تجربة أثرية غنية للسائحين.

وأشار إلى ضرورة زيادة عدد رحلات الطيران الداخلى من الغردقة وشرم الشيخ إلى القاهرة حتى يستطيع السياح زيارة المتحف المصرى الكبير والعودة مرة أخرى، ولا بد من وضع دراسة للأعداد المتوقع أن تزور المتحف لتفادى حدوث أى زحام، خاصة على شبابيك التذاكر.

وليد البطوطى: الحجوزات كاملة العدد بسبب الافتتاح

أكد وليد البطوطى، المرشد السياحى مستشار وزير السياحة الأسبق، أن الحجوزات السياحية لمصر كاملة العدد، خلال العام المقبل، بسبب افتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى سيكون حديث العالم لأشهر طويلة، فى ظل حالة الشغف الكبير بالمشروع.

وأضاف «البطوطى»: «خلال فترة التشغيل التجريبى أبدى السائحون إعجابهم وانبهارهم الشديد بالمتحف المصرى الكبير، وأكدوا ترقبهم الكبير للحظة افتتاح قاعة الملك توت عنخ آمون»، مؤكدًا أن المتحف المصرى الكبير ليس إضافة لمصر فقط، بل للتراث الحضارى والثقافى العالمى.

وواصل: «أى مصرى يجب أن يشعر بالفخر لوجود هذا الصرح الثقافى والحضارى على أرض بلده. هذا ما كنا نستحقه لعرض تاريخنا وحضارتنا العريقة، التى لا بد من عرضها فى متحف بهذا الحجم، ومُجهز بأحدث الوسائل التكنولوجية فى العرض المتحفى، ويناسب كل الأعمار والثقافات».

رءوف حلمى: على الشركات تخصيص يوم كامل للزيارة.. وزيادة طاقة المطاعم

أكد رءوف حلمى، مرشد للسياح الروس، أن المتحف المصرى الكبير يضم مساحات كبيرة تمكّن المرشد السياحى من أداء عمله بسهولة، مشيرًا إلى ضرورة أن تخصص شركات السياحة يومًا كاملًا لزيارة المتحف فى برامجها السياحية.

وقال حلمى: «المتحف يضم عددًا كبيرًا من قاعات العرض، بخلاف قاعة الملك توت عنخ آمون المقامة على مساحة نحو ٧ آلاف متر، ولهذا يجب إعطاء المتحف يومًا كاملًا للزيارةدون أن تكون هناك زيارات أخرى معه، لكى يستطيع السياح الاستمتاع بالمتحف ومشاهدة كل القطع الأثرية المعروضة».

وأضاف: «أنصح بزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاعم الموجودة بالمتحف، لأنها لم تكن كافية خلال فترة التشغيل التجريبى، بسبب الإقبال الكبير».

وتابع: «الفترة بين التشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير والافتتاح الرسمى كانت كافية للمرشدين السياحيين لزيارة المتحف والتعرف على كل ما فيه»، موضحًا: «زرت المتحف أكثر من مرة بمفردى، دون أن أصطحب أى أفواج، لكى أضع خطتى، فلكل مرشد أسلوبه فى العرض والشرح».

وأشار إلى أن ما ينتظره المرشدون هو افتتاح قاعة توت عنخ آمون، مع الافتتاح الرسمى للمتحف، إذ ستُعرض داخلها قطع للمرة الأولى غير التى كانت موجودة بالمتحف المصرى بالتحرير، ولهذا يجب على كل مرشد أن يزور القاعة بمفرده للتعرف عليها وعلى القطع الأثرية الجديدة ليتمكن من الشرح للسياح».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق