لبيروت.. من قلبي سلام

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الثلاثاء 24/سبتمبر/2024 - 08:49 ص 9/24/2024 8:49:24 AM


عندما نتكلم عن حزب الله فنحن نتكلم عن إيران بشكل غير مباشر، لذلك علينا ونحن نتابع الحرب الدائرة الآن بين حزب الله وإسرائيل أن نفتح عيوننا على العاصمة الإيرانية طهران لنعرف إلى أين ستتجه هذه الحرب، هل تذهب إلى تصعيد من حزب الله وأن نستعد لدفع الأثمان المطلوبة لهذه الحرب، أم تتجه إلى التهدئة وتفعيل السياسة بما يعني ابتعاد حزب الله عن الحدود الإسرائيلية وإنقاذ ما تبقى من ترسانته العسكرية.
المؤشرات التي تصلنا من طهران غامضة، فهي تلوك التصريح الذي ينجح إلى السلم ثم تنسفه في تصريح آخر وهو ما يعني ارتباك حزب الله وتعثر خطواته فى وقت لا يجب فيه التعثر، معروف أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع كي تخوض حربا هنا وتدير مصيبة هناك ولكنها تحتاج دائما إلى تجميل وجهها القبيح من خلال مبررات قد تنطلي على الرأي العام العالمي.
ومن تلك المبررات رفض حزب الله تنفيذ القرار الأممي 1701 الذي يقضي بضرورة ابتعاده عن الحدود الإسرائيلية وعبوره نحو شمال نهر الليطاني، وهنا مربط الفرس إذ تسعى إسرائيل إلى التوسع على حساب الأراضي اللبنانية لتنقل حدودها مع النهر وهنا تسقط حجتها التي تدعي فيها أنها تحارب بهدف تأمين حدودها الحالية وعودة مواطنيها المهجرين من شمال إسرائيل إلى بيوتهم.
لا نرى ضوء في نهاية النفق، لأن الدائرة مغلقة إيران التي تزعم مساندتها لحزب الله قد تتخلى عنه في أي لحظة، إذا ما ظهر لها وعدا أمريكيا في السر أو في العلن يرتبط إيجابيا مع مشروعها النووي، وحزب الله الذي دفع الدماء النازفة من أجساد قياداته لا يحب السياسة لأنه يعرف أن السياسة مراوغة ومطاطة وأنها لن تعيد أمجاد الحزب في الضاحية الجنوبية لذلك يمضي الحزب في طريق الحرب معتمدا على قوته الذاتية، يمضي وهو واثق أنه لن يخسر أكثر مما خسره في الأيام الماضية، أما إسرائيل المدعومة امريكيا والتي ترتبط مشاريع حروبها بمعتقدها اليميني الذي يرى أن قتال العرب أيا أن كانت جنسيتهم فلسطيني أو لبناني لا فرق هذا القتال هو الطريق الوحيد لهذا اليمين المتطرف لكي يثبت شرعية وجوده في حكم إسرائيل.
دع عنك المظاهرات شبه اليومية في إسرائيل التي تطالب بوقف العدوان على غزة وعقد صفقة مع حماس، لأن أصوات البنادق دائما هي الحاكمة في إتخاذ القرار، وسوف تخرج مظاهرات إسرائيلية جديدة تدعم بيروت وتطلب وقف إطلاق النار ولكن لن يستمع اليها أحد في حكومة نتنياهو الذي أشعل الأرض في الشرق الأوسط ويحاول بكل السبل تحويل الأمر إلى حرب إقليمية شاملة.
رسميا امريكا ترفض الحرب الشاملة وكذلك إيران لن تفعلها، ليتبقى في المشهد بشكل عام دماء الضحايا والأرض المحروقة التي تنعي من عاش عليها، وتسير كل قوة قريبة أو بعيدة من الحدث نحو أجندتها التي ترى أنها تحقق مصالح أبناء شعبها، أما الجانب العربي وهو المفعول به دائما فهو لا حول له ولا قوة.
هي ورطة وقد حلت بالمنطقة، العدوان الإسرائيلي لا يحتاج إلى مبررات كما أسلفنا لأن إسرائيل لم تعرف حتى هذه اللحظة معنى كلمة السلام وهي كضيف ثقيل على منطقتنا العربية لا تعرف واجبات الضيف، لذلك نراها وقد احتلت نشرات الأخبار في كل فضائيات العالم لتقدم نفسها كدولة حرب بامتياز.
نقترب الآن من عام كامل ونحن نشهد من اسرائيل الحجة تلو الأخرى بأن حروبها لا تستهدف الدول العربية وإنما حروبها موجه ضد منظمات وأحزاب وميلشيات تصفهم إسرائيل أنهم إرهابيون، وتتعامى عن حقيقة علمية مؤكدة وهي أن أسوء أنواع الإرهاب هو إرهاب الدولة، ولكن فيما يبدو أنها نسيت أنها عضو بالأمم المتحدة وعادت إلى طبيعتها الأولى كعصابة أو مجموعة عصابات تحالفت ضدنا.

أخبار ذات صلة

0 تعليق