نظم المعهد العالي للصحة العامة بـجامعة الإسكندرية، ندوة تحت عنوان "مقاومة مضادات الميكروبات: الوضع الحالي والتحديات"، بحضور الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة والسكان، والدكتور محمد يحيى بدران، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، ونخبة من الخبراء والمختصين في مجال الصحة العامة.
وأكد الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة والسكان خلال كلمته، أن مقاومة مضادات الميكروبات تمثل خطرًا عالميًا يودي بحياة أكثر من 1.3 مليون شخص سنويًا، مشيرًا إلى أن مكافحة هذه الظاهرة تُعد أولوية للوزارة.
وأضاف أن القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف، حيث أطلق الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، الخطة القومية لمكافحة مقاومة الميكروبات في عام 2023، والتي يتم تنفيذها حاليًا في 96 مستشفى على مستوى الجمهورية.
وأوضح أن خمس مستشفيات مصرية، من بينها مستشفيات تابعة لوزارة الصحة، جاري اعتمادها من الجمعية البريطانية للعلاج الكيميائي لمضادات الميكروبات (BSAC) كمراكز تميز عالمية في هذا المجال، مشيدًا بجهود إدارة مكافحة العدوى بالوزارة والفرق الطبية بتلك المستشفيات.
وأكد أن مواجهة مقاومة المضادات الحيوية لا تخص الإنسان فقط، بل تشمل الحيوان والنبات والبيئة، لذلك تُنفذ الوزارة خطتها وفقًا لمفهوم الصحة الواحدة (One Health Approach) بالتعاون مع وزارات الزراعة والبيئة وهيئة الدواء المصرية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
من جانبها، أكدت الدكتورة هبة القاضي، عميد المعهد العالي للصحة العامة، أن مقاومة المضادات الحيوية أصبحت من أكبر التحديات التي تواجه الصحة العامة عالميًا، لما تسببه من فقدان فعالية العلاجات الأساسية وارتفاع معدلات الوفيات وتكاليف الرعاية الصحية.
وشددت على أن القضية ليست طبية فحسب، بل مجتمعية تتطلب تكاتف جميع القطاعات، مشيرة إلى أن هذه الندوة تؤكد أهمية التعاون البحثي وتبادل الخبرات والاستراتيجيات الوطنية والإقليمية لمواجهة الظاهرة وتعزيز الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية في المستشفيات والمزارع والمجتمع.
كما أوضحت الدكتورة جاكلين بينات ممثلة منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة FAO، أن كمية المضادات الحيوية المستخدمة في الزراعة وتربية الحيوانات تتراوح بين 63 ألف و240 ألف طن سنويًا، ما يعود أثره على الإنسان مجددًا ويؤثر في صحته، مؤكدة ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة للحد من ذلك، مشيرة إلى أن وزارة الصحة المصرية تمتلك خطة عمل واضحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO)، ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).
وقال الدكتور هشام سعيد نائب رئيس جامعة الإسكندرية للدراسات العليا والبحوث، إن مقاومة المضادات الحيوية تُعد من أخطر التحديات التي تواجه الصحة العامة عالميًا، موضحًا أن صرف المضادات يجب أن يكون بوصفة طبية فقط، وأن سوء استخدام المضادات وعدم استكمال الجرعات المحددة يؤدي إلى تطور سلالات مقاومة.
وأشار إلى أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية في الزراعة وتربية الدواجن والأسماك ساهم في انتشار السلالات المقاومة عبر السلسلة الغذائية، مضيفًا أن جامعة الإسكندرية تشارك في المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" بعدد من الأبحاث العلمية في المجالات الطبية والزراعية والصناعية.
وأكد الدكتور محمد فريد، الأمين العام لنقابة أطباء مصر، أن القضية ترتبط بصحة المجتمع بأكمله، محذرًا من خطورة السلالات المقاومة التي تنشأ نتيجة سوء استخدام المضادات الحيوية، متمنيًا أن تخرج الندوة بتوصيات عملية تعود بالنفع على المجتمع.
وفي ذات السياق، أكد الدكتور محمد يحيى بدران أن مواجهة مقاومة المضادات الحيوية مسؤولية جماعية تتطلب التزامًا وتعاونًا فعّالًا بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية والصحية، مشيدًا بدور المعهد العالي للصحة العامة في دعم البحث العلمي وتنظيم اللقاءات العلمية التي تسهم في تطوير السياسات الصحية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال الصحة العامة.















0 تعليق