وجّه عرب البرغوثي، نجل القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، نداءً مباشرًا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، داعيًا إياه إلى استثمار الفرصة السياسية التي أتاحها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والضغط على إسرائيل للإفراج عن والده المعتقل منذ أكثر من عقدين.
وقال عرب في مقابلة مع وكالة فرانس برس من مقر حملة الإفراج عن والده مروان البرغوثي في رام الله: “شخص مثل والدي يمثل فرصة كبرى للمجتمع الدولي لإثبات جديته في دعم حل الدولتين”.
البرغوثي.. القائد الأسير
يُعد مروان البرغوثي، البالغ من العمر 66 عامًا، أحد أبرز القيادات التاريخية في حركة فتح، وقد اعتقلته القوات الإسرائيلية عام 2002، وصدر بحقه عام 2004 خمسة أحكام بالسجن المؤبد.
ورغم سنوات العزلة والانقطاع، ما زال يؤدي مهامه السياسية من داخل السجن عبر محاميه الذي يلتقيه بشكل متقطع، بحسب ما أكده نجله.
وأضاف عرب أن والده: “ما زال قادرًا على توحيد الصف الفلسطيني، وهو يحظى باحترام وثقة واسعة داخل فلسطين وخارجها”.
ترامب يفتح الباب أمام "قرار محتمل"
وجاءت تصريحات نجل البرغوثي بعد أن لمح دونالد ترامب، في مقابلة مع مجلة تايم، إلى أنه يفكر في موقفه من قضية الإفراج عن مروان البرغوثي، قائلاً: “كان هذا هو السؤال الذي وُجه إليّ اليوم، وسأتخذ قرارًا قريبًا”.
هذه الإشارة اعتبرتها عائلة البرغوثي بصيص أمل بعد سنوات من التجاهل الدولي للقضية، خاصة مع الاعتراف الأخير من دول مثل فرنسا وبريطانيا بدولة فلسطين الشهر الماضي.
"الأسابيع الأخيرة كانت قاسية"
تحدث عرب البرغوثي عن المعاناة العائلية قائلاً إن الفترة الأخيرة كانت "دوامة من المشاعر"، بعد أن وردت أنباء من معتقلين محررين تفيد بأن والده تعرض للضرب المبرح أثناء نقله بين سجنين في سبتمبر الماضي، ما أدى إلى كسر أربعة أضلاع في صدره وإصابته في الرأس.
وأضاف أن مقطع فيديو نشره وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في أغسطس، أظهر والده في حالة إعياء شديدة وهزال واضح، مؤكداً أن العائلة "تعيش قلقًا يوميًا على صحته".
دعوة لإصلاح الذات الفلسطينية
وفي لهجة تحمل نقدًا ذاتيًا، قال عرب البرغوثي: “لدينا مشاكل فساد يجب أن نعالجها كفلسطينيين، وعلينا أن نكون شجعانًا ونتحمل مسؤولية أخطائنا”.
ودعا المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى اغتنام فرصة وجود قائد فلسطيني موثوق قادر على العمل من أجل سلام عادل ومستدام.
"لن يستريح بعد الإفراج عنه"
عندما سُئل عرب عما إذا كان والده سيفضل الراحة في حال إطلاق سراحه، أجاب بثقة: “لا أتوقع ذلك إطلاقًا. معرفتي به تجعلني أوقن أنه سيواصل العمل من أجل إنهاء المأساة في غزة والنهوض بالشعب الفلسطيني، فقد أفنى حياته في سبيل ذلك”.
تتجه الأنظار الآن إلى الموقف الأميركي، في ظل تزايد الضغوط الإنسانية والسياسية عقب اتفاق وقف النار، بينما يبقى اسم مروان البرغوثي حاضرًا في الوجدان الفلسطيني كرمز للنضال والوحدة، وورقة يمكن أن تغيّر معادلة السلام في الشرق الأوسط إذا أُفرج عنه.
















0 تعليق