أعرب الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للسلام الذي تنظمه جمعية سانت إيجيديو بالعاصمة الإيطالية روما تحت عنوان “اللقاء العالمي من أجل السلام: إيجاد الشجاعة لتحقيق السلام”، عن تقديره الكبير لجهود الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في تعزيز قيم السلام والأخوة الإنسانية وترسيخ التعايش الإيجابي وقَبول الآخر.
وأشار الرئيس الإيطالي إلى أهمية ما قاله الإمام الأكبر شيخ الأزهر حول السلام، مؤكدًا:
“في هذا المقام، أودّ أن أذكّركم بكلمات شيخ الأزهر حول ضرورة نشر الأخوة الإنسانية، وترسيخ الحوار بين الأديان، ورفع راية السلام بدلًا من الانتصار، وغلب صوت العقل والحكمة، والجلوس جميعًا على طاولة الحوار لتحقيق سلام حقيقي.”
وأكد الرئيس الإيطالي أهمية الاستماع إلى رموز دينية تتحلّى بالحكمة، مثل البابا ليون الرابع عشر والإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، مشيدًا بدور وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية التي وقعها فضيلته مع قداسة البابا فرنسيس.
وشدّد الرئيس الإيطالي على أن مواجهة القوة والسيطرة يجب أن تتم بـ القوة الهادئة والسلطة الروحية للمؤسسات الدينية، مع أهمية تعزيز الصوت الديني العالمي لتحقيق سلام دائم وتهيئة بيئة خالية من الحروب للأجيال القادمة.
الأزهر والفاتيكان.. شراكة دولية لتعزيز السلام والتعايش
تجمع الأزهر الشريف والفاتيكان شراكة راسخة في تعزيز الحوار بين الأديان ونشر قيم السلام والأخوة الإنسانية. وتُعد وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعها الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس في فبراير 2019، أبرز مثال على هذا التعاون، حيث تدعو الوثيقة إلى التعايش السلمي واحترام حقوق الإنسان ومواجهة التطرف.
كما يشارك الأزهر والفاتيكان في مؤتمرات عالمية حول السلام، ويعملان على تقديم صوت ديني موحد ضد الصراعات والتطرف المسلح. وتشمل المبادرات المشتركة برامج تعليمية وثقافية تهدف إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش في المدارس والجامعات، وتبادل الخبرات بين رجال الدين والعلماء لبناء وعي ديني معتدل.
ويؤكد الجانبان أن الهدف المشترك من هذه الشراكة هو بناء مجتمعات أكثر استقرارًا وعدلاً، مع تكريس قيم الحوار والتفاهم بين شعوب العالم.
0 تعليق