السفير أحمد أبو الغيط: إسرائيل تستغل "الثورة مستمرة" لإضعاف المجتمعات العربية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 تناول السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، العديد من القضايا السياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة العربية في الوقت الراهن. وتطرق إلى تأثير إسرائيل في الدول العربية وكيف استغلت الأحداث التي وقعت منذ 2011، مشيرًا إلى أن إسرائيل كانت المستفيد الأكبر من الأحداث التي شهدتها المنطقة تحت مسمى "الثورة مستمرة".

إسرائيل والربيع العربي: الاستفادة من الفوضى

أوضح أبو الغيط في حديثه مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج "على مسئوليتي" على قناة صدى البلد، أن إسرائيل عملت على توظيف دعوات "الربيع العربي"، التي كانت تحمل شعارات مثل العدالة والحرية، في إضعاف المجتمعات العربية لصالح أهدافها. وأكد أن تل أبيب كانت المستفيدة الرئيسية من الأحداث التي ضربت المنطقة في العقد الأخير، حيث ساعدت الفوضى والانقسامات الداخلية في العديد من الدول على تحقيق مصالحها السياسية والأمنية.

وأضاف أن إسرائيل كانت دائمًا تراقب عن كثب التفاعلات الإقليمية، وتستفيد من أي حالة ضعف داخل المجتمعات العربية، وهو ما يعكس استراتيجية منسقة لزعزعة الاستقرار العربي واستغلال الفوضى لتحقيق أهدافها.

المجتمع المصري: من "رابط الحزام" إلى التحولات الاقتصادية

فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية في مصر، أشار أبو الغيط إلى الاختلاف الكبير بين الظروف الحالية وما كانت عليه الأوضاع خلال الفترة بين 1967 و1974، حيث كان المجتمع المصري يعاني بشكل كبير من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في تلك الفترة. ووصف تلك الحقبة بأنها كانت مليئة بالتحديات، مشيرًا إلى أن المصريين كانوا يعيشون في تلك الأيام تحت "رابط الحزام"، وهي إشارة إلى شدة التقشف والمعاناة التي كان يواجهها الشعب في ذلك الوقت.

وأضاف السفير أن المجتمع المصري الآن شهد تحولًا اقتصاديًا ملحوظًا، حيث أن ما يراه اليوم من خيرات في المحلات والأسواق يعكس تحسنًا في الوضع المعيشي مقارنة بتلك الفترة العصيبة.

حرب أكتوبر 1973: تكلفة عالية والتضحيات الأكبر

استعرض السفير أبو الغيط في حديثه بعض الجوانب المتعلقة بـ حرب أكتوبر 1973، موضحًا أن تكلفة القذيفة الأولى التي أطلقتها المدفعية خلال الحرب بلغت 200 مليون جنيه في 25 دقيقة، وهي رقم يعكس ضخامة التضحيات الاقتصادية والمالية التي تكبدتها مصر لتحقيق النصر العسكري ضد إسرائيل. كما أشار إلى أن تلك الفترة كانت مليئة بالصعوبات، إلا أن الإرادة الوطنية للشعب المصري كانت أقوى من كل التحديات.

أصعب أيام في حياة أبو الغيط

وأضاف أبو الغيط أنه كان هناك يومين أصعب في حياته على الإطلاق؛ الأول كان 5 يونيو 1967، يوم نكسة يونيو، حيث شعر بالخوف والقلق على مستقبل الأمة العربية. أما الثاني، فكان 25 يناير 2011، وهو اليوم الذي شهد بداية موجة التظاهرات في مصر، والذي أطلق عليه "مأساة يناير"، مشيرًا إلى أن ما جرى في هذا اليوم كان بمثابة صدمة كبيرة للأمة بأسرها، حيث تركت آثارًا عميقة في النفوس.

الربيع العربي: تفجير الدول العربية

ناقش السفير أبو الغيط في حديثه ما سماه "الربيع العربي"، مشيرًا إلى تأثيره الكارثي على العديد من دول المنطقة، حيث أسفر عن إسقاط دول مثل سوريا و العراق و ليبيا. وأكد أن هذا الربيع كان يهدف إلى إضعاف مصر، لكنه فشل في تحقيق ذلك. بل إن السودان قد تم تفجيره في فوضى عارمة، مما سمح لـ إيران بالتوسع في المنطقة العربية.

وأشار إلى أن إيران استغلت تلك الفوضى لتقوية وجودها في المنطقة، حيث دربت ميليشيات في اليمن لتوسيع نطاق نفوذها وتأثيرها على الدول المجاورة. وأضاف أن هناك بعض القوى الإقليمية التي حاولت أن تستخدم أحداث الربيع العربي لتحقيق مصالحها الخاصة، متجاهلة تمامًا التبعات الكارثية على الشعوب العربية.

إيران وميليشياتها: التوسع في الإقليم

في ذات السياق، أكد السفير أبو الغيط أن إيران كانت واحدة من أبرز المستفيدين من فوضى الربيع العربي، حيث تمكنت من تقوية وجودها العسكري في العديد من البلدان، خاصة في اليمن، من خلال تشكيل ميليشيات وأذرع مسلحة تعمل لصالحها وتوسع من دائرة نفوذها في المنطقة. هذه التصرفات ساهمت في زعزعة الاستقرار في العديد من البلدان العربية وأدت إلى زيادة الانقسامات الداخلية في العديد من الدول.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق