تشهد منطقة أهرامات الجيزة – معالمها الأثرية الأشهر في العالم – تحولًا شاملًا في هذه المرحلة، حيث تتقاطع عدة مشاريع تنموية في مجالات الثقافة، السياحة، النقل، والإقامة الفندقية.

  ونستعرض في هذا التقرير  أبرز تلك المشاريع: افتتاح المتحف المصري الكبير وتكالفه مع تطوير الساحة، الفنادق المجاورة، ومشروعات النقل والممشى السياحي.

1. المتحف المصري الكبير وتكامل التجربة الثقافية

المتحف المصري الكبير يعد من أضخم مشاريع المتاحف المخصّصة لحضارة واحدة، إذ سيضم نحو 100 000 قطعة أثرية (تم اختيار 1 نوفمبر 2025 كموعد رسمي لافتتاحه الكامل.

من نواح بيئية: حصل المتحف على شهادة “EDGE Advanced Green Building” كأول متحف في الشرق الأوسط وأفريقيا بهذا التصنيف؛ ما يعكس التزاما بالتصميم المستدام وتقليل استهلاك الطاقة والمياه. 

موقعه مميز: يقع مباشرة بمحاذاة منطقة الأهرامات، ما يتيح جمع زيارة الأهرامات مع المتحف في رحلة واحدة تقريبا. 

من حيث تجربة الزائر: يشكل المتحف حجر الزاوية في إعادة تنظيم منطقة الجيزة سياحيا، إذ يتوقع أن يرفع عدد الزوار ويطور البنية التحتية المحيطة. 

و افتتاح المتحف في هذا التوقيت يرتبط ارتباطا مباشرا برؤية مصر الـ 2030 لرفع عدد زوار قطاع السياحة وتوسيع دور هذه المنطقة كوجهة ثقافية وسياحية عالمية.

2. تطوير ساحة الأهرامات – النقل، الدخول، والممشى السياحي

مشروع تطوير ساحة الأهرامات بلغت كلفته أكثر من 51 مليون دولار (أو ما يعادل أكثر من مليار جنيه مصري) بهدف تحسين تجربة الزائر، إدارة الحشود والحدّ من الفوضى. 

تم نقل نقطة الدخول إلى الطريق الصحراوي الفيوم  بدلا من المدخل التقليدي، لتخفيف الازدحام المروري والمركبات الخاصة المارة عبر المنطقة. 

تم تطبيق نظام حافلات كهربائية لنقل الزوار داخل الساحة، وإبعاد الحافلات الكبيرة والمركبات الخاصة عن منطقة الأهرامات مباشرة. 

مشروع الممشى السياحي/الربط بين المتحف وساحة الأهرامات: مسار مخصص للمشاة ولحافلات كهربائية خفيفة، بطول يتراوح بين 1.27 كم و1.45 كم، عرض يصل إلى نحو 27.5 متر، ليخلق رابطا متكاملا بين المتحف والموقع الأثري. (

كما أن هناك خطة تطوير لمنطقة “نزلة السمان” المجاورة لتصبح جزءا من منظومة السياحة والخدمات بنهاية العقد. 

قضايا واجبة المتابعة: على الرغم من التقدم، فإن بعض ملاك الجيِاد والإبل والعاملين التقليديين في المنطقة اعترضوا على تغيير نظام الدخول ونقلهم إلى مناطق جديدة، ما يثير ضرورة إشراك المجتمع المحلي بشكل أكبر في مسارات التطوير.

القطاع الفندقي – فنادق راقية وتوسيع العرض

تم إطلاق مشروع فندقي فاخر يحمل اسم Sofitel Legend Pyramids Giza باستثمار يبلغ حوالي 120 مليون دولار، تقريبا 302 غرفة، في منطقة «الرمـايا» بمحافظة الجيزة، بمحاذاة الطريق الصحراوي المؤدي إلى الأهرامات. 

يدار الفندق تحت علامة Accor العالمية، ضمن شراكة بين القطاعين المصري والإماراتي، ويعد جزءا من توسيع العرض الفندقي الفاخر في المنطقة تزامنًا مع تنامي حركة السياحة. 

كذلك هذا المشروع أن تطوير التجربة السياحية في الجيزة لا يقتصر على المتاحف والمواقع، بل يشمل البنية التحتية للفنادق والمرافق، ما يسمح للزوار بالإقامة ضمن الموقع الأثري تقريبًا أو ضمن مشهد مباشر.

4. مشروعات النقل والتواصل – نحو الربط وتسهيل الحركة

ضمن تحضيرات افتتاح المتحف، تمت مراجعة البنية التحتية: محطات مترو وخطوط BRT على طريق الدائري والطرق المحيطة بمنطقة المتحف والأهرامات. 

مشروع تطوير الممشى الذي يربط المتحف بالأهرامات يعد مكملًا هامًا لتقليل الازدحام المروري وجعل التجول في المنطقة أكثر ملاءمة للمشاة.

هذه المشاريع مجتمعة تؤسس لربط متكامل بين وسائل النقل العام، المشي، والتنقل داخل الحيز السياحي، مما يسهل زيارة الموقع ويزيد من جاذبيته للزوار المحليين والدوليين.