حراك دبلوماسي متسارع ومساع لاحتواء التوتر.. ميقاتي: مع مفاوضات فورية تنطلق من "اتفاق الهدنة"

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تتزايد المؤشرات على مرحلة حساسة يعيشها لبنان، في ظل اهتمام دولي متنام بمسار تنفيذ خطة الجيش جنوب نهر الليطاني قبل نهاية العام الجاري، وسط ضغوط دولية تدعو بيروت إلى الانخراط في مسار تفاوضي مباشر مع إسرائيل، وهو طرح يثير انقساماً داخلياً ويعيد إلى الواجهة النقاش حول تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته.

Advertisement

 

 
وبحسب مصادر مطلعة، قدم الرئيس العماد جوزاف عون عرضاً تفاوضياً جدياً في محاولة لفتح نافذة حوار غير مباشر، غير أن الرد الإسرائيلي جاء ميدانياً عبر تكثيف الغارات واستهداف مناطق مدنية، ما عد رسالة رفض واضحة للمسار الدبلوماسي في الوقت الراهن. ومع ذلك، لا يزال لبنان يترقب ما يمكن أن تحمله الوساطة الأميركية، مع تمسكه برفض أي شرط إسرائيلي مسبق.

 


ويتواصل التصعيد الإسرائيلي في الجنوب والبقاع عبر استهداف متكرر للبنى التحتية ومشاريع إعادة الإعمار، ما يعكس سياسة ممنهجة لشل الحياة المدنية وإبقاء التوتر قائما من دون الانجرار إلى مواجهة شاملة.

 

 

ويرى مصدر سياسي أن هذا الأسلوب الإسرائيلي يهدف إلى الضغط على الدولة اللبنانية لتسريع انتشار الجيش وضبط الجبهة الجنوبية، بانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات الدبلوماسية الجارية.

 

 

وتشير أوساط سياسية إلى أن ما يجري لا يؤشر إلى حرب وشيكة، بل إلى تصعيد متدرج ومدروس تسعى من خلاله إسرائيل إلى تحقيق مكاسب ميدانية وسياسية من دون الدخول في مواجهة شاملة.

في موازاة ذلك، تسجل العواصم المعنية بالملف اللبناني نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا. فمن المنتظر أن يصل إلى بيروت موفد أمني مصري رفيع مطلع الأسبوع المقبل، حاملا رسائل تحذيرية إلى المسؤولين اللبنانيين تؤكد أن الوضع الميداني بلغ مرحلة شديدة الخطورة.

 

 

وتأتي هذه الخطوة امتداداً لدور القاهرة الفاعل في مؤتمر شرم الشيخ الأخير، حيث عملت على بلورة مقاربة مع الولايات المتحدة أثمرت وقفًا لإطلاق النار في غزة.

أما على الخط الأميركي، فيرتقب أن يزور الموفد توم براك بيروت مطلع الشهر المقبل في جولة تقويمية تهدف إلى إعادة تفعيل التعاون بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، والبحث في إمكان التطبيق الفعلي لبنود القرار 1701.

 

 

وتشير التقديرات إلى أن واشنطن تسعى لاحتواء التوتر عبر قنوات سياسية وأمنية متوازية، من دون دفع الأمور نحو تصعيد جديد.

وفي السياق نفسه، تستعد الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لزيارة بيروت بين الاثنين والأربعاء المقبلين للمشاركة في اجتماعات الميكانيزم، حيث ستعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين.

وعلى خط آخر، تعقد جلسة تشريعية عامة يوم الثلاثاء المقبل لاستكمال مناقشة وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين التي كانت على جدول أعمال جلسة سابقة فقدت نصابها بسبب انسحاب كتلتي لجمهورية القوية والكتائب وبعض نواب التغيير.

موقف ميقاتي

 


وفي الموقف، أكد الرئيس نجيب ميقاتي"اننا اليوم أمام فرصة تاريخية فلا نضيعها بالتلهي بطريقة مباشرة او غير مباشرة، بما لا يفيد، وبما يعيدنا إلى الوراء".

 


وقال: "الحل بين أيدينا، فلا نفتش عنه خارج الاطار التاريخي والجغرافي، وهو متاح من خلال مفاوضات فورية تنطلق من مضامين اتفاق الهدنة، الذي لا يزال ساري المفعول بقوة القانون الدولي، مع اجراء ما يلزم من ترتيبات لتحديثه ومواكبة للتطور، الذي شهدته منطقتنا، لكي يكون الاطار الذي يحفظ سيادتنا ويصون حدودنا، وينزع اي حجة أو ذريعة من عدو يتربص بنا شرا".

 


وقال: "ما يجري حولنا من إحداث وتطورات تحتم علينا العودة إلى أصالتنا. فلا الاحقاد، ولا النكايات السياسية، ولا المزايدات تنفعنا، ولا العناد والمكابرة. وحدها مصلحة الوطن هي الاساس، خاصة واننا جميعًا على مركب واحد تحيط به أمواج عاتية. فإما أن نغرق معًا، لا سمح الله، وإما ننجو معًا".

 


وتابع: "من هنا، ومن موقعي كمواطن أولًا والحريص على ألا ندفع ثمن تهورنا أثمانًا باهظة نحن في غنىً عنها، إدعو جميع المسؤولين، على مختلف مستوياتهم، إلى وقفة ضمير، وإلى المبادرة في استنباط الحلول الممكنة والمتاحة في هذا الظرف الدقيق والمصيري، مع ايماني الراسخ بأن من هم على رأس السلطة اليوم قادرون على إيجاد السبل الكفيلة بإخراج لبنان من هذا المأزق بأقل أضرار ممكنة".

 


وختم: "الحلّ المتاح لنا اليوم قد لا يكون كذلك في الغد القريب. يكفي لبنان ما عاناه من مشاكل وأزمات أمنية واقتصادية واجتماعية".

 

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق