في مثل هذا اليوم، الخامس والعشرين من أكتوبر عام 1973، سطر أبناء السويس والجيش الثالث الميداني وفرق المقاومة الشعبية ملحمة بطولية خالدة في الدفاع عن مدينتهم الباسلة، بحسب ما ذكرته حلقة اليوم من السلسلة الوثائقية "حدث في 1973" المُذاعة عبر فضائية الوثائقية.
واجه أبناء السويس قوات العدو الإسرائيلي التي حاولت اقتحام المدينة بعد صدور قرار وقف إطلاق النار، لكنهم أبوا الاستسلام وأصروا على الصمود، لتتحطم أحلام العدو في السيطرة على السويس، ويرتد خائبًا بعدما خلف وراءه إنذارين بالتسليم لم يلقيا أي استجابة.
وخلال المعارك التي دارت غرب القناة، تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة تمثلت في تدمير ثماني دبابات وعدد من الطائرات، فضلًا عن خسائر جسيمة في الأفراد، ما أدى إلى أزمة سياسية حادة داخل إسرائيل، وزيادة حدة التوتر بين القوتين العظميين آنذاك الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
ونقلت صحيفة الأهرام في عددها الصادر آنذاك تصريحات لمسؤولين أمريكيين أكدوا فيها أن واشنطن ستواصل تزويد إسرائيل بالأسلحة إلى أن تعلن الأخيرة اكتفاءها التام، بينما توقع المسؤولون أن يقدم الاتحاد السوفيتي الدعم ذاته للدول العربية.
ونشرت الأهرام في صفحتها الثالثة أن شبكة سندات دعم المجهود الحربي جمعت نحو 28 مليون جنيه بفضل مساهمة مؤسسات حكومية وخاصة وأفراد من مختلف فئات الشعب، في مشهد يعكس وحدة المصريين خلف جيشهم.
كما رصد الكاتب الصحفي عبدالوهاب متولي في تحقيقٍ له بعنوان "في الحرب اختفت الجريمة" تراجع معدلات الجريمة في الشارع المصري، رغم صعوبة الظروف، في دلالة على حالة الوعي والانضباط التي سادت المجتمع وقتها.
ورغم إعلان وقف إطلاق النار رسميًا، استمرت حالة التعبئة الوطنية، حيث أضاءت الصحف صفحاتها بأخبار آلاف المتطوعين الذين توافدوا على أقسام الشرطة في القاهرة وغيرها طلبًا للالتحاق بالجبهة، وبلغ عددهم في العاصمة وحدها نحو ألف متطوع، إلى جانب بعثات من الأطباء والممرضين لدعم الخدمات الطبية في السويس وبورسعيد.










0 تعليق