تقرير بريطاني: تصريحات روبيو بشأن الأونروا تثير الخلافات بين واشنطن وأوروبا

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رجح تقرير بريطاني، السبت، أن تثير تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) خلافًا علنيًا بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية بشأن مستقبل الوكالة ودورها الإنساني في غزة.

وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير مطول لها، أن تمسك واشنطن بموقفها الرافض لاستمرار عمل الأونروا داخل القطاع، بحجة "ارتباطها بحركة حماس"، قد يفتح جبهة توتر دبلوماسي جديدة مع شركائها الأوروبيين والمنظمات الأممية.

وقالت الصحيفة إن تصريح روبيو، خلال زيارته لتل أبيب أمس الجمعة، بأنه "لا يمكن أن يكون هناك دور لوكالة الأونروا في غزة، لأنها تابعة لحماس"، من شأنه أن يضعه في مواجهة مباشرة مع العديد من الدول الأوروبية، والأمم المتحدة نفسها، ومحكمة العدل الدولية، التي أكدت في رأي استشاري صدر هذا الأسبوع أن الأونروا تظل وسيلة لا غنى عنها لتوزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة.

وأشار التقرير إلى أن محكمة العدل الدولية رفضت المزاعم الإسرائيلية التي حاولت تقديم أدلة دامغة على أن حماس اخترقت الأونروا بشكل لا رجعة فيه، معتبرة أن هذه الادعاءات لم تثبت بالأدلة الكافية.

ووفقًا لما نقلته الصحيفة، فإن المعارضة الأمريكية الإسرائيلية المشتركة للأونروا تمثل معضلة سياسية ودبلوماسية، خاصة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطته المكونة من 20 نقطة، وافق على دور للأمم المتحدة في توزيع المساعدات داخل غزة، لكنه يبدو اليوم عازمًا على استبعاد الأونروا، وهي الوكالة الرئيسية المعنية بالإغاثة.

وأضاف التقرير: أن "الأمم المتحدة تواجه الآن خيارًا حاسمًا"؛ إما القبول بالأمر الواقع الذي تفرضه واشنطن، أو الدخول في مواجهة مفتوحة حول شرعية استمرار الأونروا في مهامها الإنسانية.

النرويج تتحرك داخل الأمم المتحدة

وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى أن النرويج، التي بادرت في ديسمبر الماضي بتحرك داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة أدى إلى صدور رأي محكمة العدل الدولية الأخير، تعمل حاليًا على صياغة مشروع قرار جديد يتضمن أبرز استنتاجات المحكمة بشأن ضرورة عدم تقييد دولة الاحتلال الإسرائيلي لإمدادات المساعدات الإنسانية إلى غزة، باعتبارها القوة المحتلة بموجب القانون الدولي.

وتابع التقرير أن خطة ترامب لوقف إطلاق النار نصت على دخول 600 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة، إلا أن المعدل الفعلي منذ توقيع الاتفاق لم يتجاوز 89 شاحنة يوميًا، أي نحو 14% فقط من الكمية المتفق عليها، في مؤشر على استمرار القيود الإسرائيلية المفروضة على تدفق المساعدات.

انتقادات حادة من الأونروا والأمم المتحدة

وفي بيان شديد اللهجة، انتقدت الأونروا ممارسات دولة الاحتلال الإسرائيلي، قائلة: "منذ بدء الحرب في غزة، شهدت الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، تصعيدًا حادًا في العنف. لا تعرف العائلات سوى الخوف وعدم اليقين. يستمر الضم المتزايد للضفة الغربية بلا هوادة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي. يجب أن يتوقف هذا. مستقبل غزة والضفة الغربية واحد."

كما نقل التقرير عن توم فليتشر، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، قوله في مقابلة مع "بي بي سي" بعد زيارته الأخيرة إلى غزة:"شعرت وكأنني أقود سيارتي عبر أنقاض هيروشيما أو ستالينغراد أو دريسدن"، في إشارة إلى حجم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق