تعيش القاهرة في هذه الأيام لحظة كنسيّة وروحية فريدة، مع انعقاد مؤتمر "الإيمان والنظام" العالمي الذي يجمع تحت سقفٍ واحد جميع الكنائس الشرقية والأرثوذكسية، والكاثوليكية، والأنجليكانية، والبروتستانتية، في لقاءٍ يُعيد إحياء روح الحوار والوحدة بين الشرق والغرب.
يجمع المؤتمر العالمي السادس قادة الكنائس واللاهوتيين من مختلف التقاليد، بالإضافة إلى إشراك جيلٍ جديد من المسكونيين، وسيتناول موضوع "أين الوحدة المرئية الآن؟" من منظورٍ مترابطٍ للإيمان والرسالة والوحدة.
ويستضيف مركز لوجوس بدير الانبا بيشوي بوادي النطرون، فعاليات الموتمر والتى تنعقد حتى 28 أكتوبر الجاري، ويحضره 500 شخص يمثلون 100 دولة، ومن المقرر خلال المؤتمر انه سيتم تقديم خلاله أورقًا بحثية بشكل أكاديمي يطرح فيها موضوع كيفية استعادة روح مجمع نيقية، وأنه مؤتمر علمي وليس حوارًا لاهوتيًا.
وبالتزامن مع انعقاد الموتمر اكدت القسّ البروفيسورة الدكتورة ستيفاني ديتريش، مُنسّقة مؤتمر "الإيمان والنظام"، بمجلس الكنائس العالمي في تصريحات خاصة للدستور ان هذا الحدث يتيح مساحةً نادرةً تُشرك فيها الكنائس الغربية التقاليد الشرقية الحية، وخاصةً سياق الكنيسة القبطية في مصر، والى نص الحوار:-
كيف يُسهم هذا الحدث في تعزيز الحوار بين الشرق والغرب؟
يجمع مؤتمر "الإيمان والنظام" العالمي الكنائس الشرقية والشرقية الأرثوذكسية، والكاثوليكية الرومانية، والأنجليكانية، والبروتستانتية، للتأمل والصلاة والتمييز معًا. يُتيح اللقاء في مصر مساحةً نادرةً تُشرك فيها الكنائس الغربية التقاليد الشرقية الحية، وخاصةً سياق الكنيسة القبطية في مصر، مُضيفتنا، كأصواتٍ حاضرة. في زمنٍ من التشرذم، يُصبح هذا التبادل اللاهوتي المباشر والعبادة المُشتركة فعلًا ملموسًا للتقارب بين الشرق والغرب.
ما هي المكاسب الروحية والثقافية لمصر؟ بصفتها إحدى معاقل المسيحية العريقة، تُضفي مصر عمقًا تاريخيًا وسلطةً روحيةً على الحوار حول الوحدة المرئية. تُسلّط استضافة المؤتمر الضوء على الشهادة الحية للمسيحية المصرية، وتُلفت الانتباه الدولي إلى مصر كجسرٍ بين القارات والحضارات. فالبلاد لا تستقبل فحسب، بل تُساهم أيضًا - من خلال ذاكرتها، وشهدائها، وضيافتها للكنيسة العالمية.
كيف ساهمت مصر في تشكيل الفكر المسيحي المبكر؟
كانت مصر مهدًا للاهوت المبكر والرهبنة، ساهم لاهوتيون أمثال أثناسيوس وآباء الصحراء في صياغة العقائد والروحانيات، وحتى صياغة قانون الإيمان النيقاوي. وكانت الإسكندرية مركزًا فكريًا رئيسيًا صاغ فيه الكتاب المقدس والفلسفة والعقيدة للكنيسة الأوسع.
كيف يعكس هذا الحدث دور مصر التاريخي كجسر للتواصل؟
باستضافة المؤتمر، تعود مصر إلى مكانتها كنقطة التقاء للقارات والثقافات والتقاليد المسيحية. في نفس الأرض التي التقى فيها الفكر اليوناني والأفريقي واليهودي والمسيحي، تجتمع كنائس اليوم سعيًا إلى وحدة جلية في الإيمان والحياة.













0 تعليق