حذّر مدير منظمة اليونيسف الإقليمي للشرق الأوسط، إدوار بيغبيدير، من خطر فقدان جيل كامل من الأطفال في قطاع غزة الذي يعيش "سنة ثالثة بلا مدارس" وسط دمار واسع النطاق وانهيار شبه تام للنظام التعليمي.
وأوضح في تصريحات لوكالة فرانس برس أن "85% من المدارس في القطاع دُمّرت أو لم تعد صالحة للاستخدام"، بينما تحوّلت البقية إلى ملاجئ للنازحين.
وأضاف أن "العام الدراسي الجديد لن يبدأ فعلياً ما لم يتم توفير مدارس بديلة ومستلزمات تعليمية عاجلة"، مشيراً إلى أن الوضع الحالي لا يُتيح سوى تعليم مؤقت في ظروف قاسية.
تعليم في الخيام وصراع من أجل البقاء
تُقام مراكز التعلّم المؤقتة في مناطق النزوح داخل خيام أو غرف معدنية بلا نوافذ، حيث يجلس الأطفال على الأرض أو على صناديق خشبية وكرتونية. وقال بيغبيدير: "لم أرَ طفلاً يجلس مرتاحاً، بعضهم يكتب على قطع من الحجارة أو البلاستيك".
ويجري التعليم بنظام الدوام المتناوب لثلاثة أيام أسبوعياً، لعدد محدود من الساعات، تقتصر على مواد الرياضيات والقراءة والكتابة.
وأوضح المسؤول الأممي أن الهدف هو "الحفاظ على الصلة بالتعلّم" في محاولة لمنع الانقطاع الكامل، واصفاً الوضع بأنه "سباق مع الوقت" لاستعادة أولوية التعليم في مجتمع يعيش تحت وطأة الصدمات.
أزمات نفسية وحرمان من التعليم الرقمي
حذّرت منظمة الصحة العالمية من تفشي اضطرابات ما بعد الصدمة بين الأطفال، فيما أطلقت الأونروا مبادرة للتعليم عبر الإنترنت تستهدف 290 ألف طالب.
لكنّ المشروع يواجه عراقيل سياسية بعد إعلان إسرائيل حظر عمل الوكالة واتهامها بالتحيّز لحماس، وهو ما رفضته محكمة العدل الدولية لغياب الأدلة.
الأمل في التعليم وسط الركام
شدد بيغبيدير على ضرورة سماح إسرائيل بإدخال مواد البناء لإقامة مدارس شبه دائمة ومستلزمات تعليمية أساسية، قائلاً: "كيف يمكن إعادة تأهيل الفصول من دون إسمنت أو كتب أو دفاتر؟".
وختم حديثه قائلاً إن "الغذاء مسألة بقاء، أما التعليم فهو الأمل"، مؤكداً تأثره بإصرار سكان غزة على تنظيف الأنقاض وإعادة فتح المتاجر ومحاولة استعادة الحياة رغم أن "80% من أراضي القطاع سُوّيت بالأرض".

















0 تعليق