دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، الدول المشاركة في ما يُعرف بـ"تحالف الراغبين" إلى تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، معتبرًا أن تلك الخطوة أصبحت ضرورية لتغيير موازين القوى ودفع روسيا نحو طاولة المفاوضات.
وخلال مؤتمر صحفي في لندن، قال زيلينسكي إن كييف "تقاتل في ظروف معقدة، وتحتاج إلى دعم حقيقي بأسلحة تتيح لها الرد في العمق الروسي"، مشيرًا إلى أن الأسلحة التقليدية لم تعد كافية لردع الهجمات الروسية المتواصلة.
توماهوك.. الورقة التي تخشاها موسكو
أكد زيلينسكي أن مجرد الحديث عن إمكانية حصول أوكرانيا على صواريخ "توماهوك" الأميركية، دفع موسكو إلى الإشارة باستعدادها لاستئناف المحادثات.
وأوضح أن هذه الصواريخ، بقدرتها على إصابة أهداف على بعد مئات الكيلومترات، قد تُحدث تغيرًا نوعيًا في ميزان الحرب، وتفتح نافذة جديدة للضغط السياسي والعسكري على الكرملين.
ورغم المطالبات الأوكرانية المستمرة، لم توافق الولايات المتحدة حتى الآن على تسليم تلك الصواريخ، بينما تواصل واشنطن دراسة الموقف "ضمن حسابات دقيقة لتفادي التصعيد"، وفقًا لمصادر مطلعة.
عام ثالث من الحرب بلا أفق واضح
ومع اقتراب الحرب من إنهاء عامها الثالث، لم تُحقق الجهود الدبلوماسية اختراقًا يُذكر.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن كثرة اللقاءات بين واشنطن وكييف وموسكو لم تؤتِ ثمارها، إذ بقيت خطوط الجبهة مشتعلة دون أي مؤشرات لوقف النار.
وتشير التقارير إلى أن كلا الطرفين يراهن على استنزاف الآخر، فيما يدفع المدنيون الثمن الأكبر في ظل تراجع البنية التحتية وانقطاع الإمدادات في مناطق القتال.
قمة مؤجلة وتجميد للمحادثات الأميركية الروسية
وبحسب موقع أكسيوس الأميركي، فإن البيت الأبيض جمّد خطة لعقد قمة ثنائية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، كانت تهدف لبحث سبل إنهاء الحرب الأوكرانية.
كما أفاد مسؤولون أميركيون بأن الجمود في مواقف الأطراف الثلاثة – واشنطن وكييف وموسكو – جعل أي حوار مباشر “غير مجدٍ في الوقت الراهن”.
ورغم محاولات الوساطة المتكررة من بعض الدول الأوروبية، لا تزال لغة المدافع تتقدم على لغة الدبلوماسية.
تحليل المشهد
يبدو أن أوكرانيا تراهن اليوم على تعظيم قوتها النارية كورقة تفاوضية، بينما تفضل واشنطن وحلفاؤها التريث خشية التصعيد إلى مواجهة أوسع.
وفي المقابل، يدرك الكرملين أن تسليح كييف بصواريخ بعيدة المدى قد يغير قواعد اللعبة، مما يجعل أي قرار بهذا الشأن محور صراع سياسي وعسكري دولي في الأسابيع المقبلة.
















0 تعليق