قال الكاتب الصحفي المتخصص في شئون التعليم العالي، محمد صبحي، إن الدولة تنظر إلى التعليم العالي باعتباره أحد أهم محاور الاستثمار في الإنسان، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أكد مرارًا أن التعليم والصحة يمثلان الركيزتين الأساسيتين لبناء الإنسان.
وأوضح "صبحي"، خلال مداخلة ببرنامج "هذا الصباح"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أن السنوات العشر الأخيرة شهدت قفزة نوعية في منظومة التعليم الجامعي، حيث ارتفع عدد الجامعات من نحو 50 جامعة فقط إلى 135 جامعة تشمل أنماطًا ومسارات تعليمية متعددة، من بينها الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية، بالإضافة إلى الجامعات الأجنبية التي تم تأسيسها في العاصمة الإدارية الجديدة، والتي تمثل شراكات تعليمية دولية مهمة تسهم في رفع مستوى الجودة الأكاديمية.

وأشار إلى أن التوسع لم يكن في البنية التحتية فقط، بل شمل أيضًا تحسين جودة التعليم وتطوير المناهج وإدخال مجالات جديدة تواكب متطلبات العصر، لافتًا إلى أن مصر تعمل حاليًا على إنشاء فروع لجامعاتها في الخارج، مثل جامعة القاهرة في الإمارات، وجامعتَي عين شمس والإسكندرية في بعض الدول العربية، ما يعكس اتساع الدور الإقليمي للتعليم المصري.
وأضاف أن التوسع الجغرافي للتعليم العالي أصبح واقعًا ملموسًا، إذ لم تعد هناك محافظة في مصر تخلو من مؤسسات تعليمية جامعية، سواء كانت جامعات حكومية أو خاصة أو أهلية أو تكنولوجية، بجانب المعاهد العليا التي تخدم مختلف المناطق وتتيح فرص التعليم الجامعي لجميع الفئات.
وأوضح أن هذا العام شهد إقبالًا كبيرًا على الجامعات الحكومية بأكثر من مليون طالب وطالبة، بالإضافة إلى ما يقرب من نصف مليون آخرين التحقوا بالجامعات الخاصة والأهلية والتكنولوجية، مشيرًا إلى أن هناك 12 جامعة تكنولوجية تعمل بالفعل في محافظات مختلفة، مع وجود خطة للتوسع في المحافظات التي لم تشملها المنظومة بعد.
وشدد على أن جهود القيادة السياسية في تطوير منظومة التعليم العالي واضحة وملموسة، سواء من حيث التوسع الجغرافي أو الأكاديمي، مشيرًا إلى أن هذه التطورات تمثل تحولًا استراتيجيًا في بنية التعليم المصري؛ يهدف إلى تخريج جيل مؤهل يمتلك المهارات المطلوبة لسوق العمل المحلية والعالمية.