احتفلت سفارة قبرص بالقاهرة، أمس الثلاثاء، بمناسبة يوم الاستقلال والذكرى الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وذلك في حضور عدد من كبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي وأبناء الجالية القبرصية في مصر.
وشهد الاحتفال حضور عدد كبير من الوزراء والمسؤولين بمن فيهم وزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي، والمدير العام المنتخب لمنظمة اليونسكو د. خالد العناني، والمدير التنفيذي للمتحف المصري الكبير د. أحمد غنيم، ووزير البترول السابق طارق الملا، ووزير الهجرة السابقة نبيلة مكرم، ووزيرة الهجرة السابقة سها جندى، ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس.
كذلك، شارك عدد من الدبلوماسيين ممثلي دول: كوبا، العراق، بنجلاديش، النرويج، صربيا، اليونان، لبنان، البوسنة والهرسك، ألبانيا، تايلاند، اليابان، الأرجنتين، ألمانيا، بلغاريا، هولندا، الفاتيكان، المجر، شيلى، أوكرانيا، الدومينيكان، فنزويلا.
علاقة بين مصر وقبرص منذ 4000 عام
وفي كلمتها خلال الحفل، أكدت سفيرة قبرص بالقاهرة بولي إيوانو: اسمحوا لي أن ألفت انتباهكم إلى أن العمر الفعلي للعلاقات القبرصية المصرية تمتد إلى 4000 عام.
على مدى معظم هذه الأربعة آلاف عام، كانت علاقاتنا علاقاتٍ استراتيجية، تمامًا كما هي اليوم، تجسّد الثبات والاستمرارية في شراكتنا الوثيقة منذ العصور القديمة، وتعكس في الوقت نفسه عمق هذه العلاقة، وصلابتها، وقدرتها على الصمود عبر الزمن.
وأضافت "يوانو": تمتعت قبرص ومصر في العصر الحديث بالتعاون والدعم المتبادل، حتى قبل استقلال قبرص ونحن نعبّر عن امتناننا لمصر لدعمها مسيرتنا في إنهاء الاستعمار.في ذلك الوقت، بلغ عدد أفراد الجالية القبرصية في مصر نحو 20 ألف شخص، وهو رقم كان يمثل نسبة كبيرة من سكان قبرص آنذاك. وأغتنم هذه الفرصة لأحيّي أعضاء الجالية القبرصية في مصر الحاضرين معنا هذا المساء.

وأشارت "يوانو" إلى أنه عندما تأسست جمهورية قبرص كدولة مستقلة عام 1960، كانت مصر من أوائل الدول التي أقامت قبرص معها علاقات دبلوماسية، كما كانت القاهرة من أوائل العواصم التي افتتحت فيها قبرص بعثة دبلوماسية. وقد أسّس الزعيمين الراحلين، الرئيس مكاريوس والرئيس جمال عبد الناصر، شراكة وثيقة ما زالت تشكّل الأساس الذي تقوم عليه علاقاتنا حتى يومنا هذا، في ذلك الحين، وفي حقبة إنهاء الاستعمار، جمعتنا مبادئ عدم الانحياز في عالم تسوده الاستقطابات.

تعزيز التقارب بين القاهرة وبروكسل
وأضافت أنه اليوم، تتمتع جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي - الذي تُعد جمهورية قبرص أقرب دولة عضو فيه إلى مصر - بشراكة استراتيجية، تُعقد في إطارها قمة بين الاتحاد الأوروبي ومصر. ويعد تعزيز التقارب بين مصر والاتحاد الأوروبي، وتقريب الاتحاد الأوروبي من مصر، إحدى أولويات السياسة الخارجية لقبرص.
قبرص ومصر حليفتان، ليس بسبب الفرص المتاحة، سواءً كان ذلك تعاوننا في مجال الغاز الطبيعي، أو التوافق الحالي في المصالح.نحن حلفاء لأننا أرسينا الأسس المتينة لعلاقاتنا لبنة تلو الأخرى، واختبرناها مع مرور الوقت.
نتشارك في تحقيق السلام
نحن حلفاء لأننا نتشارك وحدة الهدف في السعي إلى تحقيق السلام في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وخارجها: السلام في قبرص، في فلسطين، في أوكرانيا، في السودان، وفي عشرات النزاعات الدائرة في مختلف أنحاء العالم.
واختتمت كلمتها قائلة: "نحن في قبرص ومصر جمعتنا الجغرافيا، إلا اننا لم نكن أسرى لها. بل يمكنني القول إنه لو كان بوسعنا اختيار جيراننا، لاخترنا مصر دون تردد".

0 تعليق