أيام قليلة تفصلنا عن الحدث العالمي الأبرز خلال العقدين الماضيين، ألا وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، بحضور العديد من ملوك ورؤوساء دول العالم، وتترقبه أنظار العالم شرقًا وغربًا.

افتتاح المتحف المصري الكبير

وحول ما يمثله ويعكسه افتتاح المتحف المصري الكبير، من بعث للحضارة المصرية القديمة، تحدث الباحث أحمد سمير سعد، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" عن شغفه بالحضارة المصرية القديمة، وحلمه بأن يكتب عن حتشبسوت لكن العلم أخذه بعيدًا عن الأدب، قبل أيام صدر له كتاب "الخروج إلى النور.. العلوم الحديثة تكشف أسرار مصر القديمة"، وفيه يروي حكايات التاريخ بمنجزات العلم الحديث.

واستهل "سعد" حديثه مشيرًا إلى: "لسنوات طويلة انتظرنا افتتاح المتحف المصرى الكبير.. شخصيًا أنتظر هذا الحدث منذ أمضيت ليلة كاملة أمام التلفاز أتابع عملية نقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى الموقع المزمع للمتحف بميدان الرماية". 

ولفت "سعد" إلى أن: "مصر تمتلك كمية هائلة من الآثار وقطعًا فريدة، وقد صارت مكدسة في العرض في المتحف المصري بميدان التحرير، ناهيك عن القطع الأثرية التي تمتلئ بها مخازن الآثار، صرنا في حاجة ملحة إلى أساليب عرض حديثة أفضل، تراعي تقديم القطع الأثرية وفق طرق تستحقها، تبرز سحرها وتفردها، والمتحف المصري الكبير هو سبيلنا إلى تلك الغاية.. فكل عرض مميز لصنيع القدماء هو لا شك بعث لهذا الصنيع".

إخناتون مصلح اجتماعي وسياسي وديني 

وعن أبرز ملوك وملكات المتحف المصري الكبير تابع "سعد": "اعتاد المصري القديم أن يُظهِر نفسه في تماثيله في أبهى صورة له، لكن تماثيل حقبة إخناتون أبرزت عيوبًا جسدية ووسمت التماثيل بعلامات أنثوية مثل كبر حجم الثديين وغيرها إلا أن تحاليل الدي إن إيه الحديثة كشفت أن ملوك تلك الحقبة لم يعانوا من أي أمراض وراثية قد تتسبب في مثل تلك الخلقة، لذا فالسبب وراء أشكال التماثيل فني بحت".

وأضاف: "أما حتشبسوت فإلى جانب أنها ملكة قوية إلا أن علاقة فريدة جمعتها بابن أخيها تحتمس الثالث، هذه العلاقة المركبة بينها وبين مَن رأى نفسه أحق بعرش مصر جذبتني بشدة، كما أسرتني شخصية مهندسها سننموت وأسطورة دارت حول تعمده نقش اسمه خلف أبواب معابد حتشبسوت حتى ينجو اسمه من بطش تحتمس الثالث، وإن تكشف لي مع الوقت أنها ربما أسطورة أخرى من الأساطير الكثيرة المحيطة بتاريخ القدماء".