قال الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني، إن المؤسسة المالية الدولية (IFC) انتهت من إعداد المسودة الأولى للدراسة الاستراتيجية الخاصة بتطوير 11 مطارًا مصريًا، تمهيدًا لطرحها أمام شركات عالمية لإدارة وتشغيل المطارات وفق آليات استثمار حديثة، سواء من خلال نظام الإدارة والتشغيل أو عقود الامتياز.
وأوضح الوزير أن هذا التوجه يأتي في إطار رؤية الدولة لزيادة مشاركة القطاع الخاص في منظومة الطيران المدني، وتخفيف الأعباء عن الموازنة العامة، بما يتماشى مع التجارب الدولية التي تعتمد على الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأكد الحفني خلال جولة صحفية لمحرري الطيران بمطار سفنكس الدولي أن إعداد عقود الشراكة من هذا النوع يتطلب درجة عالية من الدقة القانونية والاحترافية، نظرًا لأنها تمتد لفترات طويلة تصل إلى 20 أو 25 عامًا، مشددًا على ضرورة تحقيق توازن دقيق بين حماية مصالح الدولة وجذب المستثمرين الجادين.
وأشار إلى أن الهدف هو إعداد عقود عادلة وغير مجحفة، لا تتضمن شروطًا مبالغًا فيها قد تُنفّر الشركات الكبرى، وتضمن في الوقت ذاته ثبات المراكز القانونية في حال حدوث أي نزاع أو تحكيم دولي.
وأوضح الوزير أن صياغة هذه العقود تتم بمشاركة خبراء متخصصين في القانون الدولي يمتلكون خبرة فنية وتشريعية واسعة، للمساعدة في وضع هيكل قانوني متكامل وآلية طرح شفافة تحفظ حقوق الدولة والمستثمر معًا.
كما تشمل الدراسة إعداد خطة تسويقية دولية ضمن ما يُعرف بعملية “Market Sounding”، بهدف الترويج للمطارات المصرية في الأسواق الخارجية وجذب المستثمرين العالميين.
وبيّن الحفني أنه خلال فترة تمتد إلى ثلاثة أشهر، سيتم إعداد القائمة المختصرة (Short List) لتصفية الشركات المتقدمة من 10 أو 15 شركة إلى 5 أو 6 شركات مؤهلة فقط، تمهيدًا للانتقال إلى مرحلة طلب العروض التفصيلية (RFP – Request for Proposal) وبدء الطرح الفعلي للمطارات.
وأشار إلى أن إجراءات الطرح قد تستغرق من 12 إلى 14 شهرًا وفق الخبرات الدولية، نظرًا لتعدد المراحل، من بينها إجراء تعديلات قانونية والحصول على موافقة مجلس النواب على عقود الامتياز، إلى جانب تنفيذ فحص شامل (Due Diligence) فني ومالي وقانوني وإداري، لضمان توافق الطرح مع المعايير الدولية.
وأضاف الوزير أن الدراسة الاستراتيجية ستحدد في نهايتها ما إذا كان الأنسب طرح المطارات بشكل منفرد مثل الغردقة أو شرم الشيخ أو سفنكس، أو بنظام الحزم (Bundle) الذي يجمع عدة مطارات معًا في طرح واحد.
وأوضح أن فلسفة الدمج قد تعتمد على الطابع الجغرافي (مثل مطارات الغردقة الدولي أو الصعيد أو الساحل الشمالي)، أو على الدمج المتوازن بين مطار قوي وآخر أقل نشاطًا لتحقيق التكامل الاقتصادي، مؤكدًا أن هذا الأسلوب مطبق عالميًا ويحقق كفاءة أعلى في الإدارة والتشغيل.
0 تعليق