قالت الدكتورة نيفين أبوحمدة، الباحثة السياسية المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس تم بالفعل، مشيرة إلى أن الدور الحالي الذي يقوم به مبعوثا الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير وستيف ويتكوف هو تثبيت الاتفاق وتعجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية منه.

وأوضحت أبوحمدة، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن كوشنير يمثل أفكار وطموحات ترامب، بينما يمثل ويتكوف الحكمة وضبط النفس وقت اللزوم، وهو ما يعكس توازنًا في إدارة الملف بين الطموح الأمريكي والميل الإسرائيلي للحذر المرحلي.

وأكدت أن المفاوضات السابقة لم تتطرق إلى جوهر القضية الفلسطينية، وكانت في معظمها تعتمد على اللعب بالكلمات والخطاب الخالي من الأفعال من الطرفين، ما جعلها لا تنتج حلولًا حقيقية على أرض الواقع، بل مجرد تفاهمات شكلية هدفها كسب الوقت.

حرب نفسية

وأضافت أن إسرائيل مارست حربًا نفسية ممنهجة على الفلسطينيين، تمثلت في قطع علاقتهم النفسية بعنصري الزمان والمكان، حتى أصبح أقصى طموح المواطن الفلسطيني هو الحصول على مواد غذائية أو علاج له ولعائلته.

وتابعت "أبوحمدة" أن هذا الوضع هو الذي تبنى عليه الآن رؤية تحسين حياة الفلسطينيين، مؤكدة أن حديث كوشنير، يعكس خطابًا تمهيديًا لواقع جديد سيقام لاحقًا بعد تثبيت الاتفاق والانتقال إلى المرحلة الثانية، وليس توصيفًا للوضع الراهن.

وأشارت إلى أن المشهد الحالي يظهر للعالم، وكأن إسرائيل تفي بالتزاماتها تجاه الاتفاق، بينما تقوم الولايات المتحدة بالدفع بمصالح الفلسطينيين، في صورة توحي بالتوازن بين الجانبين رغم أن الواقع أكثر تعقيدًا.