تحت الوصاية الأمريكية.. واشنطن تُمسك بخيوط القرار الإسرائيلي في غزة وسط تصاعد الغضب داخل تل أبيب

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت تقارير صحفية إسرائيلية، الإثنين، عن أن الولايات المتحدة باتت اللاعب الرئيسي في إدارة مسار الأحداث داخل قطاع غزة، بعدما أصبحت إسرائيل تتجنب تنفيذ أي عمليات عسكرية واسعة دون الحصول على موافقة مسبقة من واشنطن.

غارات محدودة بدلًا من هجوم واسع

ووفقًا لما نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، فقد تباطأت القيادة السياسية الإسرائيلية في الرد على أحداث رفح الأمنية التي وقعت الأحد الماضي، بسبب رفض المستوى السياسي المصادقة على خطط هجومية موسّعة خشية المساس باتفاق وقف إطلاق النار المعلن، وتفاديًا لإغضاب البيت الأبيض.

وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي اكتفى بتنفيذ غارات محدودة شاركت فيها مقاتلتان أو ثلاث فقط، استهدفت مواقع محدودة في مدينة رفح، رغم أن الخطة الأصلية كانت تقضي بمشاركة نحو 100 مقاتلة لإسقاط قنابل حارقة ثقيلة على القطاع.
لكن قرار التراجع جاء – بحسب المصادر – بعد تدخل مباشر من الجانب الأمريكي الذي شدد على ضرورة الالتزام الصارم بالهدنة.

"يديعوت أحرونوت": ترامب يمسك بزمام القرار

من جهتها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع تنفيذ أي عمليات جديدة في رفح أو مناطق أخرى دون موافقة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرة إلى أن واشنطن أصبحت صاحبة القرار الأعلى في إدارة الصراع.

وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تفرض انضباطًا ميدانيًا صارمًا على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بالتنسيق مع وسطاء من قطر وتركيا ومصر، في محاولة للحفاظ على الهدوء ومنع انهيار وقف إطلاق النار.

"يسرائيل هيوم": إحباط داخل المؤسسة الأمنية

أما صحيفة "يسرائيل هيوم" فكشفت عن حالة استياء واسعة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من قرار الحكومة استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك بناء على طلب مباشر من واشنطن.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين قولهم إن المؤسسة الأمنية تشعر بـ"إحباط عميق" من حجم التدخل الأمريكي في القرارات السيادية لتل أبيب، مؤكدين أن إسرائيل لم تعد قادرة على التحرك ميدانيًا داخل غزة دون إذن مسبق من الإدارة الأمريكية.

وقال أحد المصادر الأمنية البارزة:"أي قرار يتعارض مع رغبات واشنطن يتم إلغاؤه فورًا، وهذا ما تأكد خلال الأيام الأخيرة".

وأضاف أن إسرائيل فقدت القدرة على اتخاذ قرارات مستقلة بشأن غزة، موضحًا أن "نموذج لبنان لا يمكن تطبيقه في القطاع بسبب القيود السياسية والعسكرية التي تفرضها واشنطن"، واصفًا الوضع الحالي بأنه "مقلق للغاية" بالنسبة للمؤسسة الأمنية.

ترامب: الهدنة لا تزال صامدة

وفي المقابل، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد بأن الهدنة في غزة ما زالت صامدة، بعد أن شنّت إسرائيل غارات على أهداف لحركة حماس، متهمة إياها بمهاجمة قواتها، في أعنف تصعيد منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ قبل تسعة أيام.

وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: "نعم، وقف إطلاق النار لا يزال قائمًا"، مضيفًا أن قيادة حماس لم تكن متورطة في أي خروق، وأن بعض المتمردين داخل الحركة هم من يقفون وراء الحوادث الأخيرة.

وأعرب الرئيس الأميركي عن أمله في أن يصمد وقف إطلاق النار الذي ساهم في التوصل إليه، مؤكدًا أن واشنطن تسعى لضمان أن "تسير الأمور بسلاسة وبسلام بين الجانبين".

تصعيد محدود وضحايا مدنيون

ووفق بيانات الدفاع المدني في غزة، فقد أدت الغارات الإسرائيلية الأخيرة إلى مقتل 45 شخصًا، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل اثنين من جنوده خلال المواجهات في رفح جنوبي القطاع.
وتبادلت إسرائيل وحركة حماس الاتهامات بشأن المسؤولية عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وسط تحذيرات من أن أي تصعيد جديد قد يهدد الهدوء الهش الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق