ترند البروتين المفرط.. موضة جديدة تخفي تهديداً لجهازك العصبي؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في زمن تتصدر فيه الحميات الغنية بالبروتين قوائم “الصحة والرشاقة”، يغفل كثيرون عن الوجه الآخر لهذا العنصر الحيوي الذي يتحول من مصدر قوة إلى عبء ثقيل على الجهاز العصبي وأعضاء الجسم المختلفة، فالبروتين، رغم ضرورته لبناء العضلات وتجديد الخلايا، يصبح سماً بطيئاً عندما يتجاوز الحدود الصحية، ليحدث اضطراباً في توازن الدماغ والجسم.

الإفراط في تناول البروتين

تُظهر الدراسات الحديثة أن الزيادة المفرطة في تناول البروتين قد تُحدث اختلالات عصبية عميقة، بدءاً من تراكم البروتينات غير الطبيعية في الدماغ، وصولاً إلى أمراض تنكسية خطيرة مثل الزهايمر وباركنسون. ففي هذه الحالات، تفشل الخلايا العصبية في التخلص من البروتينات التالفة، ما يؤدي إلى موتها التدريجي وتعطّل وظائف الإدراك والذاكرة.

خطر صامت يهدد الدماغ والجسم

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ تؤكد أبحاث أخرى أن فرط البروتين في مراحل الطفولة قد يُحدث تشوهات في بنية الدماغ، مسبباً اضطرابات نفسية لاحقة مثل الفصام، في حين تشير بعض الأدلة إلى ارتباط ضعف استتباب البروتين في الدماغ بظهور أمراض مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب. 

كما أن الأنظمة الغذائية عالية البروتين والمنخفضة بالكربوهيدرات قد تؤثر على تركيز الشخص وانتباهه، لأن الدماغ يعتمد في طاقته الأساسية على الجلوكوز المشتق من الكربوهيدرات.

يتسبب في اضطرابات هضمية نتيجة صعوبة امتصاصه وهضمه

من ناحية أخرى، يطال ضرر البروتين الزائد أجهزة الجسم الحيوية، إذ يرهق الكلى ويزيد من خطر الحصوات والفشل الكلوي، كما يتسبب في اضطرابات هضمية نتيجة صعوبة امتصاصه وهضمه، ولا يقلّ خطره في رفع مستويات حمض اليوريك في الدم، الأمر الذي قد يؤدي إلى التهابات المفاصل المزمنة.

إن التوازن هو مفتاح الصحة، فكما أن نقص البروتين يضعف الجسد، فإن الإفراط فيه يهدد الدماغ والعقل معاً. لذلك، يُنصح باتباع نظام غذائي معتدل ومتوازن يوفّر احتياجات الجسم دون تجاوز حدوده الطبيعية.

في النهاية، يمكن القول إن البروتين يظل عنصراً لا غنى عنه لصحة الإنسان ونموه، لكن الإفراط فيه يحوّله من مصدر للحيوية إلى خطر يهدد الدماغ والجسم. فالتوازن في النظام الغذائي هو الأساس للحفاظ على سلامة الجهاز العصبي ووظائف الأعضاء الحيوية، إن تناول البروتين بكميات مدروسة، مع التنويع في مصادره من اللحوم، الأسماك، والبقوليات، يضمن استفادة الجسم دون تعريضه للإجهاد أو التدهور. 

أما المبالغة في استهلاكه، سواء بدافع بناء العضلات أو اتباع حميات قاسية، فهي قد تؤدي إلى نتائج عكسية تطال التركيز، الذاكرة، والكلى، لذا، يبقى الاعتدال هو مفتاح الصحة العقلية والجسدية، والوعي هو خط الدفاع الأول ضد مخاطر الإفراط الغذائي.


 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق