كتب المدرب المغربي محمد وهبي اسمه بأحرف من ذهب في سجل تاريخ كرة القدم، بعد قيادته منتخب المغرب للشباب تحت 20 عامًا لتحقيق إنجاز غير مسبوق، بالتتويج بلقب كأس العالم للشباب عقب الفوز على الأرجنتين بهدفين دون رد في المباراة النهائية.
وسطّرت كتيبة المدرب وهبي إنجازًا تاريخيًا في مونديال تشيلي 2025، بعد مسيرة مميزة اختتمها بالتغلب على الأرجنتين 2-0 في النهائي، لتُعلن ميلاد جيل ذهبي جديد من "أشبال الأطلس".
محمد وهبي “مورينيو” العرب
وبات محمد وهبي يُلقَّب بـ"النسخة العربية من جوزيه مورينيو"، ليس فقط بسبب التشابه في الملامح أو المسار التدريبي رغم أنه لم يكن لاعبًا محترفًا، بل لما يمتلكه من شخصية قيادية قوية ونتائج لافتة، بعد أن أصبح مكتشفًا للنجوم الشباب في المغرب وبلجيكا، إذ عمل سابقًا مساعدًا للمدرب يانك فيريرا (المدير الفني الحالي لنادي الزمالك) عندما كانا سويًا في نادي أندرلخت البلجيكي.
قاد وهبي منتخب المغرب للشباب لتحقيق انتصارات بارزة في مونديال الشباب 2025، إذ فاز على إسبانيا والبرازيل والأرجنتين، ما لفت أنظار الإعلام العالمي إليه.
وتوالت ضحاياه في البطولة، فبعد الإطاحة بـ"لاروخا" و"السيليساو"، جاء الدور على كوريا الجنوبية وأمريكا وفرنسا، قبل أن يهزم الأرجنتين في المباراة النهائية.
ويعتمد المدرب الواعد في نجاحه على الانضباط التكتيكي والتركيز الذهني والثقة في لاعبيه الشباب، إلى جانب هدوئه وحسن تعامله مع مجريات المباريات.
ويمتلك وهبي خلفية أكاديمية قوية، إذ حصل على رخصة "UEFA PRO"، وسبق له قيادة منتخب المغرب تحت 20 عامًا إلى وصافة كأس أمم إفريقيا التي أُقيمت في مصر قبل 6 أشهر فقط، ما يعكس قدرته على تطوير جيل واعد من اللاعبين.
هذا الإنجاز التاريخي الذي حققه وهبي رفقة "أشبال الأطلس" جعله يدخل خانة المدربين الكبار، رغم أنه ينتمي إلى جيل جديد من المدربين الطموحين الذين بصموا على مرحلة ذهبية في تاريخ الكرة المغربية، مثل الحسين عموتة وجمال السلامي ووليد الركراكي وطارق السكتيوي ونبيل باها.
ومنذ تعيينه مدربًا لمنتخب الشباب عام 2022، أثبت وهبي جدارته في تكوين جيل مغربي صاعد قادر على مواصلة أمجاد الكرة الوطنية، مستفيدًا من تكوينه الأكاديمي والعلمي في بلجيكا.
وُلد محمد وهبي عام 1976، وبدأ حياته المهنية مدرّسًا في إحدى المدارس البلجيكية، قبل أن يلتحق عام 2004 بأكاديمية أندرلخت، إحدى أبرز الأكاديميات الأوروبية.
تدرّج في النادي من تدريب الناشئين حتى وصل إلى الفريق الأول، واكتسب خبرة كبيرة في تطوير المواهب الشابة.
وحصل لاحقًا على أعلى شهادة تدريب أوروبية (UEFA PRO) بعد مسيرة طويلة من التعلم والممارسة الميدانية.
محمد وهبي، الذي لم يكن يومًا لاعبًا محترفًا لكرة القدم، يمتلك فكرًا كرويًا علميًا ورؤية تدريبية عميقة مستمدة من دراسته وخبراته الميدانية.
وتُشبه تجربة وهبي إلى حد كبير مسيرة الأسطورة البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي لم يمارس كرة القدم محترفًا أيضًا، وبدأ مسيرته كمترجم قبل أن يتحول إلى واحد من أعظم المدربين في التاريخ.
ووفقًا لتقارير إعلامية، فقد لعب محمد وهبي دورًا مهمًا في صناعة الجيل الذهبي للكرة البلجيكية، إذ أشرف على تدريب نجوم كبار مثل روميلو لوكاكو، يوري تيليمانس، جيريمي دوكو، لويس أوبيندا، دينيس برايت، ميل سفيلار، وألكسيس ساليماكرس في مراحل مبكرة من مسيرتهم، قبل أن يصبحوا ركائز أساسية في منتخب بلجيكا.
0 تعليق