بين القيم والتطرف.. كيف تساهم الأسرة في بناء أو هدم التماسك المجتمعي؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكدت الدكتورة نسرين البغدادي، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية وعضوة المجلس القومي للمرأة، أن التطرف بأبعاده الاجتماعية والسياسية والعقائدية يُعد من أخطر التحديات التي تهدد استقرار وأمن المجتمع والدولة، موضحة أن تطرف الشباب في أفكارهم وآرائهم يمثل العامل الأساسي وراء انتشار العنف والتعدي على الأفراد والممتلكات العامة والخاصة.

واضافت البغدادي في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن هذه الظاهرة تنبع من تبني الشباب لقيم معينة يسعون لتحقيقها، وهو ما يتشكل من خلال التنشئة الاجتماعية التي تتعرض لها الأجيال عبر مؤسسات المجتمع المختلفة وأهمها الأسرة، حيث نبهت أن تراجع دور الأسرة وتراخيها في غرس القيم والمعايير السليمة قد أدى إلى تفكك النظام القيمي داخل المجتمع، مما أسهم في زعزعة التماسك المجتمعي.

وأشارت أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن الأسرة تعتبر الركيزة الأساسية في الحفاظ على منظومة القيم والمعاني، وهي المسؤولة عن ترجمة هذه القيم إلى سلوكيات يومية، مؤكدة أن تراجع دور الأسرة في هذا الصدد أدى إلى تفاقم مشكلات اجتماعية عديدة، من أبرزها انتشار التطرف وتدهور القيم الأخلاقية.

واوضحت أن السلوكيات الفردية تعد المؤشر الرئيسي على تبني القيم، حيث يختار الفرد سلوكياته بناءً على القيم التي يكتسبها خلال تنشئته الاجتماعية، فالأسرة تمثل رأس المال الاجتماعي للأفراد، وهي التي تمنحهم الثقة والمكانة الاجتماعية.

وأكدت أن ضعف الثقة بين أفراد الأسرة يؤدي إلى توجه الأفراد نحو جماعات مرجعية خارجية، قد تتسبب في تغيير مواقفهم وتوجهاتهم بعيدًا عن المرجعية الأسرية، لافتة أن هذا الانفصال يسهم في خلق "مجتمع المخاطر" الذي يتسم بالقلق والتوتر، مؤكدة أن الأسرة تظل الأداة الأكثر فعالية في حماية المجتمع من التطرف، وذلك من خلال بناء جسور الثقة بين أفرادها، مناقشة الأفكار وتصحيحها، وتقديم الدعم والمراقبة اللازمتين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق