جائزة نوبل.. أزمة ثقة تهز أعرق الجوائز الأدبية فى العالم

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يقدّم الكاتب الصحفي عزمي عبد الوهاب، مدير تحرير مجلة "الأهرام العربي" في كتابه "جائزة نوبل: أزمة ثقة" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب قراءة نقدية جريئة وموسّعة لتاريخ جائزة نوبل في الأدب، محاولًا تفكيك الأسطورة التي أحاطت بها منذ أكثر من قرن.

 فالكتاب لا يكتفي بسرد تاريخ الجائزة أو استعراض أسماء الفائزين بها، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، محاولًا كشف البنية الفكرية والسياسية التي تتحكم في قرارات الأكاديمية السويدية، ومدى تأثير القوى الثقافية الغربية على ما يُعتبر "الأدب الإنساني العالمي".

يبدأ "عبد الوهاب" من نقطة التحوّل الكبرى عام 2018، حين أعلنت الأكاديمية السويدية تعليق الجائزة إثر فضيحة أخلاقية هزّت أركانها، ليفتح الباب أمام سؤال محوري: هل تراجعت نوبل عن رسالتها الإنسانية؟ ومن هنا يتوسع الكاتب في تحليل مفهوم الأزمة، ليس باعتبارها حادثة طارئة، بل كنتاج لتراكمات فكرية تتعلق بمركزية الغرب وهيمنته على المعايير الثقافية العالمية.

كتاب "جائزة نُوبل.. أزمة ثقة"

يتعمق المؤلف في مناقشة فكرة العدالة الأدبية، متسائلًا عن غياب كثير من الأسماء الكبرى عن قوائم الجائزة - من تولستوي وبورخيس إلى أدونيس - رغم إسهاماتهم المؤثرة في الفكر الإنساني. 

ويرى أن معايير الاختيار، مهما بدت موضوعية، تظل خاضعة لمزاج سياسي وثقافي معيّن، الأمر الذي جعل من الجائزة مرآة لثقافة الغرب أكثر من كونها احتفاءً بالأدب في تنوعه الإنساني.

وفي فصوله المتعددة، يقدّم الكتاب بانوراما ثرية لحياة الفائزين، محللًا ظروف تتويجهم وسياقات أعمالهم، ومشيرًا إلى المفارقات التي جمعت بين العبقرية الأدبية والجدل الأخلاقي أو السياسي.

 كما يتوقف عند العلاقة المعقدة بين السلطة والإبداع، مبينًا كيف يتحول الأدب أحيانًا إلى وسيلة لتلميع صورة الأنظمة أو لتكريس خطاب محدد عن الحرية.

يكتب "عبد الوهاب" بأسلوب يجمع بين التحقيق الصحفي والنقد الثقافي، فيعرض المعلومة بدقة دون أن يفقد النص روحه الأدبية، ويوازن بين السرد والتأمل، مما يجعل الكتاب قريبًا من القارئ العام والمتخصص في آن واحد.

في نهاية المطاف، يُعد "جائزة نوبل: أزمة ثقة" وثيقة فكرية وأدبية تفضح التناقضات التي يعيشها المشهد الثقافي العالمي، وتعيد طرح سؤال القيمة والمعيار في عالمٍ يتغير بسرعة. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق