موقف محرج في البيت الأبيض.. ترامب يترك زيلينسكي منتظراً ويثير جدلاً دبلوماسياً

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن موقفاً محرجاً أثار ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، بعد أن تركه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منتظراً بمفرده في البيت الأبيض، بينما غادر الأخير لحضور حفل موسيقي للمغني الإيطالي الشهير أندريا بوتشيلي.

زيارة بحث عن الدعم العسكري تنقلب إلى أزمة بروتوكولية

كان زيلينسكي قد وصل إلى واشنطن في زيارة رسمية تهدف إلى حشد مزيد من الدعم العسكري والاقتصادي الأمريكي لمواجهة العمليات الروسية المستمرة في بلاده. 

غير أن اللقاء المرتقب مع ترامب، الذي عُرف بمواقفه المتقلبة تجاه كييف خلال فترة رئاسته، انتهى بمشهد غير متوقع حين غادر ترامب القاعة متجهاً إلى فعالية موسيقية خاصة، تاركاً نظيره الأوكراني في انتظار عودته.

وأظهرت لقطات تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي زيلينسكي جالساً بمفرده داخل إحدى قاعات البيت الأبيض، في لحظة بدت محرجة وغير مألوفة في البروتوكول الرئاسي. وسرعان ما انتشر الفيديو مصحوباً بتعليقات غاضبة وساخرة، وصف فيها كثيرون التصرف بأنه "إهانة دبلوماسية" لا تليق برئيس دولة حليفة تسعى لتأمين بقائها في مواجهة حرب طاحنة.

تفاعل واسع وانتقادات متباينة

وتباينت ردود الفعل على الموقف بين من اعتبره مؤشراً على استخفاف ترامب بالرئيس الأوكراني، ومن رأى أنه لا يتعدى تصرفاً شخصياً عفوياً من رئيس اعتاد كسر القواعد البروتوكولية. 

وكتب بعض المعلقين الأمريكيين أن الواقعة تذكر بسياسات ترامب السابقة تجاه كييف، حين تجنّب تقديم مساعدات عسكرية إلا مقابل مكاسب سياسية داخلية.

 الموقف الأمريكي من أوكرانيا

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، اتخذت الولايات المتحدة موقع الداعم الرئيسي لكييف، مقدّمةً مليارات الدولارات من المساعدات والأسلحة. 

إلا أن المواقف السياسية داخل واشنطن شهدت انقساماً واضحاً، فبينما تبنّت إدارة الرئيس جو بايدن نهجاً داعماً بشكل مطلق، عبّر ترامب وأنصاره عن تحفظهم إزاء “الإنفاق المفرط” على حرب بعيدة عن المصالح الأمريكية المباشرة.

وكانت علاقة ترامب بأوكرانيا قد توترت منذ عام 2019 بعد اتهامه باستغلال المساعدات العسكرية للضغط على زيلينسكي من أجل فتح تحقيقات تمس منافسه الديمقراطي جو بايدن، وهي القضية التي قادت إلى محاولة عزله من قبل الكونغرس.

دلالات ورسائل سياسية

يرى مراقبون أن تصرف ترامب الأخير لا ينفصل عن رؤيته الرافضة لاستمرار الانخراط الأمريكي في الحرب الأوكرانية، وربما يعكس رسائل سياسية ضمنية بأن سياسة واشنطن قد تتغير حال عودته إلى الحكم. 

ويرى آخرون أن الموقف، رغم طرافته الظاهرية، يلقي بظلال من الشك على مستقبل العلاقات الأمريكية الأوكرانية ويمنح موسكو سبباً إضافياً للتفاؤل بانقسام الموقف الغربي تجاه كييف.

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق