في حادثة أثارت صدمة واسعة في فرنسا والعالم، استهدف لصوص مجهولون متحف اللوفر في باريس صباح الأحد، ونفذوا عملية سطو سريعة ودقيقة لم تتجاوز سبع دقائق فقط. حيث اقتحم الجناة قاعة أبولون الشهيرة، إحدى أكثر القاعات زيارة في المتحف، وتمكنوا من سرقة تسع قطع نادرة من مجموعة مجوهرات نابليون الثالث والإمبراطورة أوجيني.
تفاصيل القطع المسروقة
شملت المسروقات من متحف اللوفر طقم مجوهرات فخم، وقلادة ثمينة، وأقراطاً ماسية، وتاجين تاريخيين، أحدهما للإمبراطورة أوجيني، بالإضافة إلى دبوس مزخرف من الذهب والألماس. وتُعد هذه المجموعة من أغلى وأندر الكنوز التاريخية المعروضة في المتحف، إذ تعود إلى القرن التاسع عشر وتعكس حقبة نابليون الإمبراطورية بكل فخامتها وبذخها.
العثور على تاج الإمبراطورة
وفي تطور جديد، تم العثور على تاج الإمبراطورة أوجيني بعد ساعات من سرقته من متحف اللوفر، ملقى بالقرب من المتحف وقد أصيب بأضرار واضحة نتيجة محاولة تهريبه أو إسقاطه أثناء فرار اللصوص. وما زال التحقيق جارياً لتحديد ما إذا كان العثور على التاج سيساعد في تعقب بقية المسروقات أو هوية الجناة.
خطة الهروب والسرعة الخاطفة
بحسب التحقيقات الأولية، وصل اللصوص إلى المكان ملثمين على متن دراجات TMax السريعة، واستعملوا رافعة للوصول إلى القاعة الواقعة في الطابق العلوي، ثم حطموا بعض واجهات العرض الزجاجية المقاومة للرصاص قبل أن يفروا باتجاه منطقة قريبة من نهر السين. ووقعت السرقة حوالي الساعة 9:30 صباحاً بالتوقيت المحلي، أي بعد دقائق من افتتاح المتحف أمام الزوار.
إجراءات أمنية وتحقيق موسّع
فتحت النيابة العامة في باريس تحقيقاً عاجلاً بتهمة "السرقة المنظمة"، وتولت فرقة مكافحة العصابات والمكتب المركزي لمكافحة تهريب الممتلكات الثقافية متابعة القضية. كما يجري حالياً مراجعة تسجيلات المراقبة وتحليل بصمات وأدلة تركها الجناة في موقع الحادث.
تحذيرات من ضعف أنظمة الحماية في المتحف
أعادت هذه الحادثة الجريئة الجدل حول أمن المتاحف الفرنسية، خصوصاً بعد سلسلة من السرقات المشابهة خلال الأشهر الأخيرة. ويطالب خبراء الآثار بتشديد إجراءات الحماية وزيادة عدد أفراد الأمن في المتاحف الكبرى.
إرث تاريخي لا يُقدّر بثمن
تُعد مجوهرات نابليون الثالث والإمبراطورة أوجيني جزءاً من الإرث الملكي الفرنسي الذي يجسد مرحلة من أزهى عصور الإمبراطورية الثانية فقد صُنعت تلك القطع بأيدي أمهر صاغة أوروبا في القرن التاسع عشر، واحتفظت بها فرنسا داخل متحف اللوفر كرمز للفخامة والتاريخ والفن الرفيع. ولذلك، فإن فقدان أي منها لا يمثل خسارة مادية فحسب، بل خسارة ثقافية وتاريخية لا يمكن تعويضها. ويؤكد خبراء الفنون أن استعادة المجوهرات المسروقة تمثل أولوية قصوى، ليس فقط لفرنسا، بل للمجتمع الدولي المهتم بالحفاظ على التراث الإنساني.
0 تعليق