قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي والحرب المعلوماتية، إن كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، جاءت كعادتها «تصيب الهدف» وتعبّر بدقة عن طبيعة المرحلة التي تمر بها مصر والعالم.
وأوضح خلال مداخلة ببرنامج "اليوم"، المذاع على قناة "دي إم سي"، أن حديث الرئيس عن أن الحرب لم تعد حرب سلاح فقط بل حرب وعي وإرادة وتحمل، يعكس إدراك القيادة السياسية لطبيعة الصراعات الحديثة التي تعتمد على المعلومات والتأثير النفسي والمعنوي.
وأضاف أن الرئيس تطرق إلى عشر سنوات من الكفاح المسلح ضد الإرهاب العابر للحدود، مؤكدًا أن من كان يدين هذه الحرب كان يسعى لإغراق الدولة المصرية في الفوضى والتأثير على اقتصادها، مشيرا إلى أن تلك الحرب كلّفت مصر أكثر من 100 مليار جنيه، كان يمكن توجيهها للتنمية، لكنها كانت حرب وجود فرضتها المؤامرات الخارجية.
وبيّن أن مصر تعرضت عام 2013 إلى نحو 306 عمليات إرهابية كبرى، ثم تراجعت تدريجيًا إلى صفر عمليات إرهابية بعد عشر سنوات فقط، وهو ما وصفه الرئيس بـ«الإنجاز المعجز» الذي لم يتحقق في دول كبرى خاضت حروب عصابات لعقود، مثل الاتحاد السوفيتي في أفغانستان أو الولايات المتحدة التي أنفقت 150 مليون دولار يوميًا لمدة عشرين عامًا دون تحقيق نصر حاسم.
وأكد أن ما حققه الجيش المصري يعادل في قيمته العسكرية إنجاز حرب أكتوبر 1973، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي تحدث بصدق عن آلام الجيش المصري من شهداء ومصابين وجراح باقية لن تُنسى، فقد كانت تلك التضحيات فداءً للوطن.
وأضاف أن الرئيس تناول كذلك الموقف من الحرب في غزة، مؤكدًا رفض مصر لأي محاولات لزجّ اسمها أو جرّها إلى الصراع، مشيرًا إلى أن هناك حربًا معلوماتية وإعلامية تستهدف الدولة المصرية، عبر الشحن المعنوي والتحركات المخابراتية، وهي ما وصفها الخبير بأنها «حرب الوعي» التي تعد أخطر من الحرب العسكرية.
وأشاد بما أكده الرئيس من أن مصر، رغم تحدياتها الاقتصادية، ما زالت تحتضن الأشقاء العرب وتوفر لهم كافة الحقوق والخدمات دون تفرقة، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يعكس كرم الشعب المصري وثوابته القومية الراسخة في دعم وحدة الدول العربية.
0 تعليق