تواصل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلقاء ظلالها الثقيلة على الاقتصاد العالمي، في ظل ما يسميه خبراء المالية "الوضع الطبيعي الجديد"، حيث تتزايد الضبابية وتتراجع القدرة على التنبؤ بالسياسات الاقتصادية في أكبر اقتصادين بالعالم، هو ما نرصده في التقرير التالي.
حالة من الغموض تحيط بالمستقبل الاقتصادي
عاد كبار مسؤولي المالية الدوليين من اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن بشعور مزدوج، ارتياح نسبي لقوة الاقتصاد العالمي أمام صدمات السياسات، وإرهاق واضح من حالة الغموض المستمرة التي تحيط بالمستقبل الاقتصادي.
وقال نائب محافظ بنك تايلاند، بيتي ديسياتات، إن "حالة الضبابية كانت مرهقة للغاية"، فيما أشار مسؤول ياباني إلى أن "الاقتصاد العالمي أكثر متانة مما كنا نعتقد، لكن لا مجال للاسترخاء".
تصعيد جديد بين واشنطن وبكين
شهد الأسبوع الماضي تصعيدًا جديدًا في التوتر التجاري، بعدما ردّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قيود الصين على تصدير المعادن النادرة، بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية، اعتبار من الأول من نوفمبر المقبل.
وأثار هذا التصعيد قلقًا واسعًا بين المشاركين في الاجتماعات، الذين ركزوا على البحث عن ترتيبات تجارية جديدة بعيدًا عن البلدين المتنازعين.
تعاون دولي في مواجهة "الضبابية"
في سياق متصل، أشادت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا، بالمشاركة البناءة خلال الاجتماعات، معتبرة أن "الضبابية الشديدة جعلت الجميع يدرك أهمية التعاون الدولي".
وقالت غورغيفا، إلى جانب المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونغو إيويالا، إن من الإيجابي أن التوتر بين واشنطن وبكين لم يتحول إلى حرب تجارية شاملة، مشيرتين إلى سعي عدد من الدول لتقوية شراكاتها الثنائية والإقليمية.
و بينما يحاول صناع القرار الاقتصادي حول العالم التكيّف مع "الضبابية المستمرة"، يبدو أن النظام التجاري العالمي يدخل مرحلة إعادة تشكّل كبرى، عنوانها تراجع الأحادية الأمريكية الصينية، وصعود التعاون الإقليمي كخيار استراتيجي لمواجهة عدم اليقين العالمي.
0 تعليق