حالة من الجدل شهدتها الأوساط الثقافية والإعلامية، بسبب الزحام الذي ظهر في الليلة الختامية بـ مولد السيد البدوي، ففي حين أكد البعض أنه لا يليق وجود هذه المظاهر التي تؤكد تبرك البعض بالسيد أحمد البدوي، أكد عدد من العلماء وكبار المشايخ وجود كرامات للسيد البدوي.
كرامات السيد البدوي و"ريال" إمام الدعاة
فقال الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، وزير الأوقاف الأسبق، في موقف مع كرامات السيد البدوي: "حدثت هذه الحكاية سنة 1948 كنت في بلدنا دقادوس، التابعة لمحافظة الدقهلية، وكان والدي أعطاني ريال فضة أخذته، وأنا في طريقي للسفر إلى القاهرة، ونزلت في محطة بنها، لآخذ القطار إلى القاهرة، وفي المحطة وضعت يدي في جيبي فلم أجد (الريال الفضة)".
وتابع: "أحسست بالضيق.. فلم يكن معي غيره، ووقفت حزينا، ماذا أفعل؟ كانت معي (قفة) بها (زوادة) الطعام، ووضعتها إلى جانبي، ووقفت أتلفت حولي في ضيق وقلق بحثا عن إنقاذ، ولمحت رجلًا بعمامة حمراء، وهو قادم من بعيد، وقلت لنفسي لعل هذا الرجل الأحمدي ينقذني!، فالعمامة الحمراء يرتديها عادة شيوخ وأتباع الطريقة الأحمدية، طريقة سيدي أحمد البدوي".
وأضاف "الشعرواي": "أنا من المحبين لسيدي أحمد البدوي، وتاريخه تاريخ طويل ومجيد، وكنت أتصور أن الرجل سوف يبطئ من خطواته، عندما يتطلع إلىّ ويرى حالي لكنه مر من أمامي، ولم يلتفت لي، فازداد ضيقي وقلقي وحزني"، ووجدتني أقول لنفسي: "إيه يا سيدي أحمد! أنا كنت باحسب إنك باعت لي نجدة!"، وقبل أن أتمها لمحت على الأرض في وسط الطريق ريال فضة!، فأسرعت وأخذته وفرحت كثيرًا، واتجهت إلى القطار وركبته إلى القاهرة".
وتابع الشيخ الشعراوي: "ونسيت هذه المسألة بعد ذلك ومرت الأيام، وبعد سنتين من هذه الحكاية سافرت للعمل في مكة الكرمة، أستاذا بكلية الشريعة سافرت سنة 1950، وفي نهاية السنة الدراسية جئت لأقضي الإجازة في مصر، وكانت معي أمي في السعودية، وجاءت معي في الإجازة ووصلنا مصر، وركبنا كما هي العادة إلى بنها على أن نأخذ مواصلة من بنها إلى بلدنا دقادوس، وفي محطة بنها، وقفت مع أمي نستريح قليلًا، وفجأة لمحت الرجل الأحمدي صاحب العمامة الحمراء، وتذكرت حكاية الريال الفضة، كان الرجل يقف بعيدا، واستأذنت من أمي وأسرعت إليه، وكان قد بدأ يبتعد، وأخذت يده لأقبّلها وهو مشغول عني، ووضعت يدي في جيبي أخرجت عشرة جنيهات، وهي مبلغ كبير في ذلك الوقت، وقدمتها له".
ويكمل الشعراوي: "فوجئت به يبعد يدي عنه دون أن ينظر إلىّ ويقول: أنا عايز الريال الفضة بتاعي، وانصرف فاندهشت!".
أمين الفتوى: لا يوجد من يشكك في كراماته
من جانبه، أكد الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن السيد البدوي رضي الله عنه كان من الأولياء الذين تواترت كراماتهم، لافتا إلى أنه لا يوجد من يشكك في كراماته.
وقال "وسام"، في تصريحات تلفزيونية سابقة: "لا يستطيع أحد التشكيك في كراماته، وكان يطلق عليه جلاب الأسرى، وذكرها ابن حجر العسقلاني، وهو أمير المؤمنين في الحديث، في كتابه، وهناك امرأة ذهبت إلى السيد البدوي وقالت له إن ابنها أسر في بلاد الأجانب وقد يقتل، فدعا الله فرجع ابنها".
وتابع أمين الفتوى: "السيد البدوي له كرامات، وكانوا يستعينون بكراماته لتقوية اليقين في نفوس الناس، وليس ليعجبوا بأنفسهم، حتى يعلم الناس أن لهم رب يستجيب لهم".
المفتي السابق: من الأولياء الذين كتب الله لهم القبول
فيما قال الدكتور شوقى علام، مفتي الجمهورية السابق: "السيد أحمد البدوي، رضي الله عنه عارفٌ إمامٌ مقرئٌ فقيهٌ من كبار علماء الأمة، وهو من الأولياء الذين كتب الله لهم القبول في الأرض عند العامة والخاصة، فقد كان معظَّمًا عند العلماء والأمراء، والأغنياء والفقراء، مُهابًا عند الحكام والمحكومين، مُعْتَقَدَ الولايةِ في الحياة وبعد الممات، ودخل مصر فحصل له القبول التام عند العلماء والحكام، والخواص والعوام".
علي جمعة: كان يجاهد ضد التتار والصليبيين
أما الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، فقال: "إنَّ سيدي أحمد البدوي، مكث في مكة، وتعلم فيها وعلى يد علمائها، وكان له شقيق اسمه حسن، وحسن اصطحبه لأحد مشايخ فاس، وأعطى له الطريقة، واسمه النيصبوري، وأخذ الطريقة واحتفظ بها وظلت معه، ثم ذهب هو وشقيقه حسن للعراق، وظلوا هناك، وقرر شقيقه الرجوع لمكة، وعاد بالفعل لمكة، وظل سيدي أحمد البدوي بالعراق، وظل يجوبها ويتعلم منها ومن أوليائها".
وأضاف جمعة، في تصريحات تلفزيونية سابقة: "سيدي أحمد البدوي، جاء إلى مصر، وكان عنده 41 عاما، نافيا أن يكون سيدي أحمد البدوي إماما شيعيا، بل كان مالكي المذهب، ودراسته مغربية، ولم يدخل المغرب المذهب الشيعي، ولا يوجد مالكيا في العالم، إلا وكان أشعريا، ولم يتشيع سيدي أحمد البدوي، خلال رحلته بالعراق، وهو رجل سني من المدرسة السنية الواضحة، لكنه لما جاء مصر جاء من أجل العلم بمصر، خصوصا أن الإسكندرية كانت حاضنة للعلم، والقاهرة بها الأزهر الشريف، وعمرو بن العاص، وكان يريد أن يبلغ العلم لهذه البلاد".
وتابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن السيد أحمد البدوي تحول للمسجد الأحمدي، وله شيخ كشيخ الأزهر، وأسس المدرسة الأحمدية بطنطا، وكان يجاهد في سبيل الله ضد التتار في مصر والصليبيين، وكان معتادا على ارتداء اللثام على وجهه صيفا وشتاءً، وسمي بذي اللثيمين، وسمي بـ«البدوي» لأنه كان ملثما مثل البدو، ورأى فيه الناس الخير والعلم والولاية والكرامات، وكان مستجاب الدعاء، وحينما جاء لطنطا نزل 12 عاما في بيت أحد التجار، وفي بيت آخر بعد وفاة هذا التاجر، وجلس به 26 سنة، ومكث في مصر 38 عاما، وتوفي عن عمر يناهز 75 عاما.
عمر هاشم: نصدق كرامات السيد البدوي
فيما أكد الدكتور الراحل أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في تصريحات تلفزيونية، أن النبي صلى الله عليه وسلم، هو من رأى الغيبيات في ليلة الإسراء والمعراج مثل سدرة المنتهى، والذهاب إلى بيت المقدس، والعروج إلى السماء، ورؤية الأنبياء، والمرسلين، والملائكة، والسموات، والجنة، والنار، ونماذج من النعيم والعذاب.
وأضاف "هاشم": "يشهد التاريخ والنصوص أن المسجد الأقصى هو الذي يوجد في فلسطين وليس في مكان آخر كما ادعى البعض".
وبشأن التصوف، أكد: "المتصوفون هم الذين يحبون الله ورسوله ويتمسكون بالكتاب والسنة، ولا شك أن الإيمان بالكرامات مذكور في القرآن، بدليل كرامة السيدة مريم في كتاب الله، ونصدق كرامات أولياء الله الصالحين مثل السيد البدوي وإبراهيم الدسوقي، والتوسل يكون لله تعالى وبالرسول وبآل بيت الرسول".
الاحتفال بمولد السيد البدوي
وكان اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، افتتح مساء الأربعاء الماضي، فعاليات الاحتفالية الكبرى التي نظمها المجلس الأعلى للطرق الصوفية، احتفالًا بمولد العارف بالله سيدي أحمد البدوي، بالسرادق المقام في منطقة الصاري بمدينة طنطا، بحضور الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور عبدالهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وعضو مجلس الشيوخ، والدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية.
وشارك وتوافد آلاف المواطنين والمريدين من شتى محافظات الجمهورية، بفعاليات الليلة الختامية لمولد العارف بالله السيد أحمد البدوى بمدينة طنطا فى محافظة الغربية، بحلقات الذكر والمديح والإنشاد.
وشهدت الليلة الختامية للمولد الذى انطلق الجمعة الماضية، إقامة حلقات الابتهالات والمديح فى سرادقات الطرق الصوفية المختلفة، بحضور المنشدين والمبتهلين، الذين يحرصون على المشاركة سنويا فى المولد.
0 تعليق