دعت وزيرة الاستيطان والبعثات الوطنية الإسرائيلية أوريت ستروك إلى عقد اجتماع وزاري عاجل لمناقشة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، وذلك قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من تنفيذ الخطة.
وكتبت ستروك في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك أن "العديد من القضايا الجوهرية لم تُطرح بعد للنقاش، رغم أهميتها للأمن القومي الإسرائيلي"، مضيفة أن "الاحتياجات الإسرائيلية الملحّة يجب أن تكون في صلب المفاوضات القادمة".
تحركات أمريكية جديدة: ويتكوف في جولة شرق أوسطية
وفي سياق متصل، كشف موقع أكسيوس الأمريكي أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف سيزور مصر وإسرائيل وربما قطاع غزة مطلع الأسبوع المقبل.
وأوضح التقرير أن زيارة ويتكوف تهدف إلى مناقشة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وملف إعادة الرهائن القتلى المحتجزين لدى الفصائل في غزة.
كما أشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل ضبط ردودها وعدم اتخاذ خطوات عقابية تتعلق بأزمة الجثامين، لتجنب تعقيد المفاوضات الجارية.
إسرائيل تمارس ضغوطًا وتحاول تعديل مسار الاتفاق
من جانبها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر حكومية قولها إن تل أبيب أجرت اتصالات مكثفة مع فريق المبعوث الأمريكي، وأن ويتكوف أكد استمرار بلاده في السعي لإعادة الجثامين.
وقال مصدر مطلع على سير المباحثات إن "الأمريكيين يبذلون جهودًا كبيرة للحفاظ على التهدئة، لكن لا يبدو أنهم سيتمكنون من تخفيف حدة التوتر قريبًا".
إسرائيل تحاول استغلال ملف الجثامين
وفي تعليق على التطورات، قال جهاد حرب، مدير مركز ثبات للبحوث، خلال مداخلة على قناة القاهرة الإخبارية، إن موقف إدارة ترامب من ملف الجثامين يعكس تغيرًا في النهج الأمريكي تجاه الصراع في غزة، موضحًا أن الملف معقد تقنيًا ويتطلب إجراءات فنية ولوجستية دقيقة لاستخراج الرفات.
وأضاف أن إسرائيل تحاول توظيف الملف كورقة ضغط سياسية لتخفيف التزاماتها ضمن الاتفاق، في ظل تصاعد الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو التي "تفتقر إلى المصداقية في احترام الاتفاقيات"، على حد وصفه.
تصاعد التوتر الميداني والخروقات الإسرائيلية
وأشار حرب إلى أن الخروقات الإسرائيلية المتكررة، بما في ذلك قتل فلسطينيين قرب الخط الأصفر وتهديدات متواصلة بإغلاق معبر رفح، تمثل رسائل ضغط سياسية تهدف إلى فرض شروط إسرائيلية أكثر تشددًا في المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق غزة.
ويرى محللون أن تلك التحركات الإسرائيلية تهدف إلى تثبيت صورة السيطرة الميدانية والسياسية، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى ضمان استقرار اتفاق وقف النار كجزء من خطتها الإقليمية الأشمل.
تداعيات سياسية على مسار المفاوضات المقبلة
يرى مراقبون أن الدعوة الإسرائيلية لعقد اجتماع حكومي بشأن المرحلة الثانية من خطة غزة، بالتزامن مع التحركات الأمريكية، تعكس تباينًا واضحًا في الأولويات بين تل أبيب وواشنطن.
فبينما تركز الولايات المتحدة على استمرار وقف إطلاق النار وتثبيت التهدئة الإنسانية، تسعى إسرائيل إلى إعادة صياغة الخطة بما يضمن بقاء نفوذها الأمني والسياسي داخل غزة.
ويرجح الخبراء أن تشهد المرحلة المقبلة مفاوضات شاقة، خصوصًا في ظل استمرار الخروقات الميدانية والتوترات السياسية داخل إسرائيل، فضلًا عن الضغوط الأمريكية والدولية التي تطالب بسرعة تنفيذ بنود الاتفاق.
ويرى محللون أن نجاح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في مهمته سيتوقف على قدرته على إقناع الطرفين بالالتزام بخريطة الطريق الأمريكية، والتي تتضمن إعادة الإعمار، وعودة الأسرى، وضمان الأمن على جانبي الحدود.
وبينما تبدو الإدارة الأمريكية حريصة على تحقيق تقدم ملموس قبل نهاية العام، تتحرك الحكومة الإسرائيلية ببطء محسوب، محاولة الموازنة بين الضغوط الداخلية والخارجية، في مشهد يعكس أن المرحلة الثانية من خطة غزة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإرادة الطرفين وقدرتهما على تجنب العودة إلى التصعيد.
0 تعليق