سيناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة إمكانية توريد صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا، خلال اجتماعه المرتقب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، وفقًا لما أوردته وسائل إعلام أمريكية ودولية.
سيعقد اللقاء في الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ليكون الاجتماع الرابع وجهًا لوجه بين الزعيمين منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير الماضي، والثاني خلال أقل من شهر.
الاجتماع سيكون على مائدة غداء بسيطة في غرفة اجتماعات مجلس الوزراء، بدلًا من المكتب البيضاوي
وذكرت صحيفة الجارديان أن الاجتماع سيكون على مائدة غداء بسيطة في غرفة اجتماعات مجلس الوزراء، بدلًا من المكتب البيضاوي كما جرت العادة في اللقاءات السابقة.
يأتي اللقاء بعد مكالمة هاتفية مطولة استمرت أكثر من ساعتين بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وصفها الرئيس الأمريكي بأنها "مثمرة"، حيث أعلن لاحقًا عن قمة مرتقبة بينهما في بودابست قريبًا.
الإعلان المفاجئ عن القمة أثار شكوكًا بالأوساط الغربية بشأن فرص كييف في الحصول على الأسلحة بعيدة المدى
غير أن الإعلان المفاجئ عن هذه القمة أثار شكوكًا في الأوساط الغربية بشأن فرص كييف في الحصول على الأسلحة بعيدة المدى، حيث ترى بعض التقارير بينها تقرير لواشنطن بوست أن التفاهمات الأمريكية الروسية قد تُضعف موقف أوكرانيا في ملف التسليح.
وفي ظل الغموض الذي يلف مستقبل المفاوضات بين واشنطن وموسكو، تبقى صواريخ "توماهوك" محور الجدل الأبرز في العلاقات الأمريكية الأوكرانية.
ما هي صواريخ توماهوك؟
وفقًا لصحيفة الجارديان، صواريخ توماهوك الهجومية البرية، التي استُخدمت لأول مرة في القتال عام 1991، هي صواريخ كروز موجهة بعيدة المدى تُطلق عادة من البحر لمهاجمة أهداف في مهام هجومية عميقة. دخل الطراز الأطول مدىً، وهو طراز بلوك 2 القادر على حمل رؤوس نووية، الخدمة عام 1983، وكان مداه يصل إلى 2500 كيلومتر (1550 ميلًا). أما الطرازات التقليدية الحديثة، فيبلغ مداها 1600 كيلومتر (995 ميلًا). وتحلق هذه الصواريخ على ارتفاع منخفض عن سطح الأرض بسرعة 550 ميلًا في الساعة.
يبلغ طول هذه الصواريخ 6.1 متر، وباع جناحيها 2.5 متر، ووزنها حوالي 1510 كيلوغرامات. وتُقدر تكلفة الصاروخ الواحد بنحو 1.3 مليون دولار.
لماذا ترغب أوكرانيا في اقتناء هذه الصواريخ؟
تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك سيعزز قدراتها الضاربة بشكل كبير، مما يمكنها من ضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، بما في ذلك القواعد العسكرية، ومراكز اللوجستيات، والمطارات، ومراكز القيادة التي يصعب الوصول إليها حاليًا، بذخائر دقيقة ومدمرة.
ويقدر معهد دراسات الحرب وجود مئات الأهداف العسكرية الروسية ضمن نطاق صواريخ توماهوك.
وأكدت أوكرانيا أن هذه القدرات ستساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أخذ دعوات ترامب لإجراء مفاوضات مباشرة لإنهاء الحرب على محمل الجد.
يوم الثلاثاء، جادل وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، بأن صواريخ توماهوك يمكن أن تكون فعالة بشكل خاص لأن حجم روسيا يجعل تغطية الدفاع الجوي صعبة.
ما هي الصواريخ التي زودها حلفاء أوكرانيا حتى الآن؟
تمتلك أوكرانيا حاليًا العديد من الصواريخ الموردة من الغرب، بما في ذلك صواريخ أتاكمس وجاي إم إل آر إس أمريكية الصنع، وصواريخ ستورم شادو البريطانية والفرنسية الصنع. ومن بين هذه الصواريخ، فإن أطول مدى هو أتاكمس بمدى 190 ميلًا.
كما طورت أوكرانيا صواريخها الخاصة: فلامنغو، الذي كُشف عنه في أغسطس ويبلغ مداه أكثر من 1000 ميل؛ وصاروخ نبتون المضاد للسفن، الذي كُشف عنه عام 2015. ويبلغ مدى الإصدارات اللاحقة ما يزيد قليلًا عن 600 ميل.
ماذا قال ترامب عن بيع صواريخ توماهوك لأوكرانيا؟
ألمح ترامب مرارًا وتكرارًا في الأسابيع الأخيرة إلى أنه قد يسلم صواريخ توماهوك، وفي الوقت نفسه، أذنت إدارة ترامب بمشاركة المعلومات الاستخباراتية الأمريكية لمساعدة أوكرانيا على تنفيذ ضربات دقيقة على مصافي النفط الروسية باستخدام طائرات بدون طيار وأنظمة دفاع جوي صاروخي محلية الصنع، أدت هذه الهجمات إلى نقص في الوقود وارتفاع حاد في أسعار البنزين في جميع أنحاء روسيا.
ومع ذلك، فإن النبرة التصالحية للرئيس الأمريكي بعد مكالمة هاتفية مع بوتين يوم الخميس أثارت شكوكًا حول إمكانية تقديم مساعدة فورية لأوكرانيا، وأعادت إشعال المخاوف الأوروبية من استسلام الولايات المتحدة لموسكو.
وقال ترامب: إن بوتين "لم يعجبه" طرحه إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك خلال المكالمة، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة لا تستطيع "استنزاف" إمداداتها. وأضاف ترامب: "نحن بحاجة إليها أيضًا، لذا لا أعرف ما الذي يمكننا فعله حيال ذلك".
ماذا قال الكرملين؟
صرح الكرملين بأن اعتماد أوكرانيا على واشنطن في التدريب واللوجستيات ومعلومات الاستهداف الاستخباراتية لتشغيل صواريخ توماهوك سيجر الولايات المتحدة إلى الحرب على نطاق غير مسبوق، مما يُقوض التقدم الذي تدعي موسكو إحرازه مع إدارة ترامب.
وقال بوتين نفسه الأسبوع الماضي: إن نقلها سيُمثل "مرحلة جديدة نوعيًا من التصعيد"، وهي نقطة أكدها المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، يوم الخميس.
0 تعليق