«بعد أسابيع من الغموض».. كواليس مقتل رجل الحوثي الثاني محمد الغماري في غارة إسرائيلية دقيقة

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تطور نوعي على الساحة اليمنية، كشفت قناة "الحدث" الفضائية في تقرير بثّته مساء اليوم، تفاصيل جديدة حول مقتل رجل الحوثي الثاني، محمد عبد الكريم الغماري، رئيس أركان ميليشيا الحوثي، بعد أسابيع من الغموض والتكتم من جانب الجماعة حول مصيره.

تأكيد إسرائيلي رسمي بعد صمت طويل

ووفقًا للتقرير، فإن الغماري توفي متأثرًا بجراحه التي أصيب بها في غارات إسرائيلية استهدفت مقر حكومة الحوثي في صنعاء يوم 28 أغسطس الماضي، في عملية وُصفت بأنها الأكثر دقة منذ بدء المواجهات غير المعلنة بين تل أبيب والحوثيين.

محمد عبد الكريم الغماري 

ونقلت القناة عن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قوله لوسائل إعلام عبرية إن الغماري لقي مصرعه متأثرًا بجروحه التي أصيب بها خلال الغارات، والتي أدت أيضًا إلى مقتل رئيس حكومة الحوثي وتسعة وزراء آخرين كانوا في اجتماع مغلق بصنعاء.

ويُعد هذا الإعلان أول تأكيد رسمي من الجانب الإسرائيلي حول مقتل القيادي البارز، بعد فترة من الإنكار والتمويه الإعلامي من جانب الحوثيين الذين أعلنوا وفاته “لأسباب صحية” في بيان مقتضب دون تحديد الملابسات.

الغماري.. العقل العسكري للحوثيين

يُعتبر محمد عبد الكريم الغماري أحد أهم القادة العسكريين في جماعة الحوثي، ومن المؤسسين الرئيسيين للجناح العسكري للجماعة. شغل منصب رئيس الأركان وكان المسؤول الأول عن إدارة العمليات العسكرية ضد قوات التحالف، بالإضافة إلى الإشراف المباشر على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو أهداف في البحر الأحمر وجنوب إسرائيل.

وينحدر الغماري من مديرية وشحة بمحافظة حجة، التي تُعد ثاني أهم مناطق نفوذ الحوثيين بعد صعدة، وهو ما جعل مقتله ضربة مؤلمة للجماعة التي فقدت أبرز عقولها العسكرية وأكثرها تأثيرًا.

خلفه يوسف المداني.. استمرار الصراع داخل الصفوف الحوثية

وبحسب تقرير قناة "الحدث"، فقد خلف الغماري في منصبه القيادي الحوثي يوسف المداني، الذي يُعتبر من الجيل المؤسس للحركة، وأحد المقربين من زعيمها عبد الملك الحوثي.

وأكدت مصادر يمنية للقناة أن تعيين المداني جاء وسط انقسام داخلي حاد داخل الجماعة، بعد خلافات بين الأجنحة العسكرية والسياسية حول إدارة المرحلة المقبلة بعد الخسائر المتتالية التي تلقتها الميليشيا في الأسابيع الأخيرة.

الغماري كان هدفًا دائمًا لإسرائيل

وأشار التقرير إلى أن الغماري والعاطفي (وزير دفاع الحوثيين) كانا على رأس قائمة الاستهداف الإسرائيلية منذ عدة أشهر، نظرًا لدورهما في توجيه الصواريخ والطائرات المسيّرة التي هاجمت مواقع إسرائيلية خلال الأشهر الماضية.

وكشف التقرير أن الغماري نجا في يوليو الماضي من محاولة اغتيال إسرائيلية عندما استهدفته طائرة مسيّرة في منزله بصنعاء في 25 يوليو، قبل أن تتمكن إسرائيل لاحقًا من تتبّع تحركاته والقضاء عليه في نهاية أغسطس.

ضربة موجعة للجناح العسكري الحوثي

يمثل مقتل محمد عبد الكريم الغماري نقطة تحول كبرى في المشهد الحوثي، ليس فقط لفقدان الجماعة أحد أكثر قادتها كفاءة وخبرة عسكرية، بل أيضًا لأنه يكشف عن توسع غير مسبوق في العمليات الإسرائيلية خارج حدودها التقليدية.

وفي ظل حالة الارتباك والتكتم داخل صفوف الحوثيين، يرى مراقبون أن هذه العملية قد تُشعل صراعًا داخليًا على القيادة العسكرية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد الإقليمي بين إسرائيل والجماعات المدعومة من إيران في المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق