نهاوند سري تكتب: هل الزواج فكرة فاشلة؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

القضية ليست أن الزواجَ فكرةٌ فاشلة، أو أن الرجالَ والنساءَ يفقدون قدرةَ التواصل.. هذا كلامٌ غير صحيح. خلقنا الله لنُكمِل بعضَنا بعضًا، وهو يعلم أننا بالتزاوج نحيا ونعمر ونسعد ونطمئن. ولكن المشكلة عندنا أننا نُربّي أطفالنا منذ الصغر على أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقةٌ تنافسية؛ الأقوى هو من يسيطر، من له الكلمة، من يتحكم، من يَحكم، وأن الطرف الآخر لابد أن يخضع.

هذه الفلسفة إنْ دلّت فإنها تدلّ على عوارٍ فكريٍّ كبير، أحدثَ تغييرًا في مفهوم الزواج، أي المشاركة والحب، إلى شراكةِ عملٍ وسفينةٍ يقودها رُبّانٌ واحد، مع أنها مشاركةٌ مبنيةٌ على الحب والأمان.

من يعلم في أمرٍ أكثر، هو من يُؤخذ برأيه، وهذا لا يَعيبُ أحدًا.

أيضًا علّمْنا صِغارَنا أن الأنثى لا يجب أن تكون أذكى أو أنجح حتى لا تنتقص من رجولةِ الذكر، مع أن الرجل لا يخشى نجاحَ الأنثى بل يُشجّعها ويسعدُ بها.

نتدخل في حياة أولادنا بعد الزواج حتى نشعر أننا ما زلنا مسيطرين عليهم، وما زال لنا دورٌ في حياتهم، مع أن دورَ الآباء لا ينتهي، بل لابد أن يختلف، ويكون عبارةً عن حبٍّ وتقديرٍ لأبنائهم وزوجاتِ وأزواجِ أبنائهم وأحفادهم.

المفاهيم إذا صحّت، صَحَّ كلُّ شيء، ولنتذكر أن الشخصَ السويَّ لا يسعى للسيطرة أو التدخل في شؤون الآخرين أو دخولِ علاقةٍ لفرضِ قواعد وتعليمات، بل لتطبيق مفهوم العطاء والحب والأمان.

الأمان ليس فقط ما تحتاجه المرأة، بل هو أيضًا إحساسٌ أساسيٌّ عند الرجل، يريد أن يطمئنّ إلى أن كلَّ ما يجتهد لأجله ويبذل من صحته ووقته له مردود، وهو التقديرُ والأمانُ العاطفيُّ والذهني.

فلنتزوجْ لنعمرَ ونحبَّ ونطمئنَّ، لا لأمورٍ أُخرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق