يحل اليوم الموافق 15 أكتوبر ذكرى ميلاد رفاعة الطهطاوي، عام ١٨٠١، وهو رائد النهضة الحديثة، ومؤسس مدرسة الألسن، التي يعود الفضل له حتى اليوم بإثراء حركة الترجمة والثقافة في مصر، وتعليم الفتيات، بعد أن كان حكرًا على الرجال فقط.
لماذا منع الإنجليز كتاب "المرشد الأمين للبنات والبنين" لـ رفاعة الطهطاوي؟
ووفقًا لكتاب "المرأة ليست لعبة الرجل" للكاتب سلامة موسى، أن رفاعة الطهطاوي ألَّف نحو عشرين كتابًا منها كتاب "المرشد الأمين للبنات والبنين" موضحًا أن هذا الكتاب كان يُستعمل للمطالعة في مدارس مصر إلى أن دخل الإنجليز، فمُنع لأنه يدعو إلى تعليم البنات.
واستنكر موسى هذا الأمر، وما فعله الاستعمار، قائلًا أنه "مثل الرجعية، وهو أعدى الأعداء لنهضة المرأة وتعليمها"، ولهذا السبب صدرت الطبعة الأخيرة لهذا الكتاب صدرت سنة ١٢٨٩ﻫ؛ أي قبل ٨٤ سنة.
ولفت إلى أن الطهطاوي في الأغلب ألّف كتابه "المرشد الأمين للبنات والبنين" قبل مائة سنة أي حوالي سنة ١٨٦٠، موضحًا: "ونحن نجد هنا رجلًا أزهريًا زار باريس قبل نحو ١٢٠ سنة، فكان يعقد المقارنات بين فرنسا ومصر، وبين المجتمع الفرنسي والمجتمع المصري، وبين المرأة الفرنسية والمرأة المصرية".
"كان من أثر هذه المقارنات أن تفتق ذهنه وتبلور ذكاؤه في بعض الشئون الاجتماعية، ففهم وفطن ثم بصر".
ماذا جاء في كتاب رفاعة الطهطاوي "المرشد الأمين للبنات والبنين"؟
وفي فصل بعنوان "في تشريك البنات مع الصبيان في التعلم والتعليم وكسب العرفان"، قال الطهطاوي: "ينبغي صرف الهمة في تعليم البنات والصبيان معًا لحسن معاشرة الأزواج، فتتعلم البنات القراءة والكتابة والحساب ونحو ذلك، فإن هذا مما يزيدهن أدبًا وعقلًا ويجعلهن بالمعارف أهلًا ويصلحن به لمشاركة الرجال في الكلام والرأي، فيعظمن في قلوبهم ويعظم مقامهن لزوال ما فيهن من سخافة العقل والطيش، مما ينتج من معاشرة المرأة الجاهلة لامرأة مثلها.
وكانت أسباب الطهطاوي مطالبته تعليم الفتيات: "ليمكن للمرأة عند اقتضاء الحال أن تتعاطى من الأشغال والأعمال ما يتعاطاه الرجال على قدر قوتها وطاقتها، فكل ما يطيقه النساء من العمل يباشرنه بأنفسهن، وهذا من شأنه أن يشغل النساء عن البطالة، فإن فراغ أيديهن عن العمل يشغل ألسنتهن بالأباطيل، وقلوبهن بالأهواء وافتعال الأقاويل، فالعمل يصون المرأة عما لا يليق، ويقربها من الفضيلة.
وإذا كانت البطالة مذمومة في حق الرجال فهي مذمة عظيمة في حق النساء؛ فإن المرأة التي لا عمل لها تقضي الزمن خائضة في حديث جيرانها وفيما يأكلون ويشربون ويلبسون ويفرشون، وفيما عندهم وعندها وهكذا.
وأكد: وتعليم البنات لا يتحقق ضرره، فكيف ذلك وقد كان من أزواجه ﷺ من يكتب ويقرأ كحفصة بنت عمر، وعائشة بنت أبي بكر، رضي الله عنهما وغيرهما من نساء كل زمن من الأزمان، ولم يعهد أن عددًا كثيرًا من النساء ابتذلن بسبب آدابهن ومعارفهن.
0 تعليق