في مشهد يعكس اضطراب أسواق الطاقة العالمية، ووسط موجة من التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، واصلت أسعار النفط العالمية تراجعها لتسجل أدنى مستوياتها منذ خمسة أشهر، متأثرة بارتفاع إنتاج منظمة «أوبك» وضعف الطلب العالمي الذي يثير قلق المستثمرين.
أسعار النفط تتراجع عالميًا
ففي التعاملات الصباحية اليوم الأربعاء، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.19% لتسجل 62.27 دولارًا للبرميل، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.17% ليصل إلى 58.60 دولارًا، لتواصل الأسعار خسائرها الممتدة من الجلسة السابقة.
السوق العالمية قد تواجه فائضًا في المعروض
وأشارت وكالة الطاقة الدولية في أحدث تقاريرها إلى أن السوق العالمية قد تواجه فائضًا في المعروض خلال العام المقبل قد يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا، وهو رقم يتجاوز التوقعات السابقة، نتيجة زيادة الإنتاج من دول «أوبك+» ومنافسيها بالتزامن مع تراجع الطلب العالمي على الطاقة.
في المقابل، تشهد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تصعيدًا جديدًا بعد أن شددت بكين القيود على تصدير العناصر الأرضية النادرة، فيما لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية، مما زاد من حدة المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي.
النفط سيظل يشكل نحو 30% من مزيج الطاقة العالمي حتى عام 2050
ومن جانبه، أكد هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة «أوبك»، خلال مشاركته في أسبوع الطاقة الروسي، أن النفط سيظل يشكل نحو 30% من مزيج الطاقة العالمي حتى عام 2050، داعيًا إلى ضرورة ضخ المزيد من الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز لتلبية الطلب المتزايد في ظل النمو السكاني والاقتصادي العالمي.
ويبدو أن سوق النفط يدخل مرحلة دقيقة، حيث تتقاطع عوامل العرض المفرط والتوترات الجيوسياسية وضعف الاستهلاك، في معادلة معقدة تجعل من استقرار الأسعار تحديًا حقيقيًا أمام الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.
وتشير المؤشرات الحالية إلى أن سوق النفط العالمية تتجه نحو مرحلة أكثر تعقيدًا، حيث تتقاطع زيادة الإنتاج مع ضعف الطلب العالمي وتراجع النمو الاقتصادي في العديد من الدول الصناعية.
ومع استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يبدو أن توازن السوق أصبح بعيد المنال، ما يفتح الباب أمام مزيد من التقلبات في الأسعار خلال الفترة المقبلة.
ويرى خبراء الطاقة أن استقرار السوق يتطلب تحركًا منسقًا بين المنتجين للحد من فائض المعروض وضمان تدفق الاستثمارات في البنية التحتية للطاقة. وبينما تتجه الأنظار إلى قرارات «أوبك+» المقبلة، يبقى التساؤل الأهم، هل يستطيع النفط استعادة توازنه قبل نهاية العام؟
0 تعليق