في ذكرى صلاح عيسى.. المثقف الذي كتب التاريخ بضمير الصحفي

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تمر اليوم ذكرى رحيل الكاتب والمؤرخ والصحفي الكبير صلاح عيسى (1939–2017)، أحد أبرز رموز الصحافة المصرية والعربية في النصف الثاني من القرن العشرين، وصاحب تجربة فكرية جمعت بين الحفر في التاريخ والاشتباك مع الواقع.

لم يكن عيسى مجرد كاتب رأي أو مؤرخ للأحداث، بل كان ضميرًا ثقافيًا ظلّ يقظًا طوال حياته، منحازًا للناس البسطاء، مسكونًا بهاجس الحقيقة، ومدافعًا عن حرية الكلمة في وجه كل سلطة حاولت تكميمها.

في هذا التقرير نقرأ صلاح عيسى في عيون مجايليه؛ كما رآه رفقاء الدرب من الصحفيين والمفكرين والأدباء الذين عاصروه، وتشاركوا معه زمن الكلمة الملتزمة والفكر الحر، مستعيدين ملامح إنسانٍ ظلّ يؤمن بأن الكتابة ليست مهنة، بل موقف من الحياة

346.jpg

 

عبد الله السناوي: صلاح عيسى اعادة قراءة وقائع قديمة بحس روائي 

قال عنه الكاتب عبد الله السنازي، في مقال نشر تحت عنوان "صلاح عيسى المتمرد" وهو من الكتاب المصريين المعدودين الشغوفين بالتاريخ الحديث وأسراره، الذى هو موضوع كل كتبه، مثل «الثورة العرابية«. وينسب إليه الكشف ــ بالتحقيق والدراسة ــ عن نص دستوري شبه مجهول، جرت صياغته عام (١٩٥٤) لكنه لم ينفذ، تحت عنوان صادم: «دستور في سلة القمامة«. كما ينسب إليه إعادة قراءة وقائع قديمة بحس روائي وتاريخي وسياسي واجتماعي يصعب أن يتوافر لغيره، بعضها من داخل القصور الملكية وبعضها الآخر من أرشيف المحاكم بحثا في التاريخ الاجتماعي كقضية «ريا وسكينة» الشهيرة.

 

سناء البيسي 
سناء البيسي 

سناء البيسي: فارس نبيل بدرجة امتياز

وعنه قالت الكاتبة سناء البيسي في مقال تحت عنوان "الدفعة مطلوبة " قيمة عالية قوي.. موهبة فريدة بالقوي.. فارس نبيل بدرجة امتياز.. نضال قوي، سياسة قوي، ثقافة قوي، تأريخ قوي، حضور قوي، وطنية قوي، وفاء قوي، صداقة قوي، موقف قوي، حنان قوى، جريح قوي، أحزان قوي، ساخر قوى قوي.. صفات حلوة قوى افتقدناها ورحلت عن عالمنا برحيل الكاتب المبدع صلاح عيسي.

أقرأ له، وتسحبني كلماته الحبلى بالثقافات والسياسات والرؤى إلى نهايتها، وقد أكون مخالفة للافتة تعلو موقعه وحزبه ومذهبه وسكته ودواعي محابسه وأهليته، لكنني دائمًا عندما أجلس إلى سطوره أجدني أرفض تصنيفه، وأستبعد بُعده، وأقترب إلى شموليته، ويقتصني عدل منطقه، وأسكن توصيفه، فبداخل الأشواك والاحتجاج والتباريح والجراح وملوحة الدمع والأوجاع والانكسارات والثورات وشظايا الذكريات يسكن الفنان والكاتب الموسوعة صلاح عيسى

أكرم القصاص 
أكرم القصاص 

أكرم القصاص:  صلاح عيسى هو "أساتذة " لأنه صاحب أكثر من وجه 

قال عنه الكاتب الصحفي أكرم القصاص: صلاح عيسى هو «أساتذة» لأنه صاحب أكثر من شخصية، الكاتب الساخر لدى صلاح عيسى له سياق ربما لم يأخذ حقه، وأننى طالبته بأن يصدر كتاباته الساخرة التى كان ينشرها فى الأهالى بعنوان «الإهبارية» لأنها تمثل جزءا من تاريخ الكتابة الساخرة فى وقتها والتى لا يلجأ فيها إلى التجريح وإنما الخلاف، 

وكيف أننى كنت معه سنوات فى صحيفة القاهرة كان يقدم لنا دروسا فى المهنية وأننى فى منتصف التسعينيات من القرن العشرين، كنت أعمل فى بعض الأبحاث التى تستلزم الذهاب يوميا إلى دار الكتب فى مبناها برملة بولاق، وهناك فى قاعة الاطلاع كنت أشاهد الأستاذ صلاح عيسى منكبا على الدوريات والصحف يظل بالساعات يفتش ويكتب ملاحظات وتواريخ، ورأيت تركيزه الواضح، ودأبه فى البحث والتفتيش والتوثيق.

349.jpg

محمد شعير: جاء صلاح عيسى الى العالم لكي يعترض 

وكتب عنه الكاتب الصحفي محمد شعير: جاء صلاح عيسى إلى العالم لكي يعترض، جملة مكسيم جوركي الشهيرة التي كان يعلّقها خلف مكتبة.

اعترض عيسي ودفع ثمن اعتراضه ومشاغباته سنوات من السجن، والتهميش، ولكنّه حظي بموقع بارز لدى أجيال كثيرة ثمّنت كتاباته التي سعى فيها إلى استنطاق التاريخ، ووثائقه، مع قدرة على تقديم ذلك عبر أسلوب رشيق، ولغة تجمع بين البساطة والعمق، والسخرية والوجع، والسلاسة والدقة، وسرد مُحكم ومُدهش في الوقت نفسه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق