دمشق وبيروت نحو اتفاق قضائي: تعاون لكشف الاغتيالات وإنهاء ملف السجناء السوريين

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد وزير العدل السوري مظهر الويس إحراز تقدم كبير في النقاشات الجارية مع الجانب اللبناني بشأن اتفاقية تعاون قضائي شاملة، تهدف إلى معالجة الملفات العالقة بين البلدين. وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحافي مشترك في بيروت مع نظيره اللبناني عادل نصار ونائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، حيث شدد على أن الاتفاقية ستُبنى على مبادئ العدالة واحترام السيادة بين الدولتين.

وأوضح الويس أن النقاشات شملت ملفات متعددة تتعلق بالمعتقلين السوريين في لبنان، والمطلوبين السوريين واللبنانيين الفارين من العدالة، إضافة إلى القضايا الأمنية القديمة التي شهدتها الساحة اللبنانية خلال العقود الماضية.

الكشف عن ملفات الاغتيالات في عهد الأسد

في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة، أعلن الوزير السوري التزام بلاده بالتعاون الكامل مع السلطات اللبنانية لكشف التفاصيل المتعلقة بـ الاغتيالات السياسية التي وقعت في عهد الرئيس السابق بشار الأسد. كما أكد استعداد دمشق لتقديم المعلومات المتاحة ودعم اللجنة المعنية بملف المخفيين قسراً، إلى جانب تسليم اللبنانيين الفارين من العدالة إلى بيروت.

ووفقاً لوكالة الأنباء السورية "سانا"، تم تشكيل فرق قضائية مشتركة لمتابعة التحقيقات وضمان الوصول إلى الحقائق ضمن الأطر القانونية، ما يمثل تحولاً كبيراً في العلاقات القضائية بين البلدين بعد سنوات من الجمود.

ملف السجناء السوريين في لبنان

من جانبه، أعلن نائب رئيس الوزراء اللبناني طارق متري أن البلدين يعملان على إنجاز اتفاقية قضائية تنظم ملف السجناء السوريين في لبنان، والذين يُقدّر عددهم بنحو 2250 سجيناً، أي ما يقارب ثلث إجمالي السجناء اللبنانيين.

وأوضح وزير العدل اللبناني عادل نصار أن الاتفاقية الجديدة استثنت جرائم القتل والاغتصاب والمعارك مع الجيش اللبناني، مؤكداً أن الاجتماعات كانت "بناءة وإيجابية" وتطرقت كذلك إلى ملفات الاغتيالات والمخفيين قسراً.

زيارة تاريخية وبداية صفحة جديدة

يأتي هذا التفاهم بعد الزيارة التي أجراها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بيروت، والتي وُصفت بـ "التاريخية" كونها أول زيارة رسمية لمسؤول سوري بعد سقوط حكم الأسد. وأكد الجانبان خلال اللقاء على فتح صفحة جديدة من العلاقات تقوم على التعاون والمصالح المشتركة، بما في ذلك التعاون في ملفات الأمن والعدالة وحقوق الإنسان.

وبهذا، تمهد الخطوات الجديدة نحو عهد جديد من التنسيق السوري اللبناني يهدف إلى معالجة الملفات الشائكة وإعادة بناء الثقة بين الجارتين بعد عقود من التوتر السياسي والأمني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق