سياسي أمريكي لـ"الدستور": قمة شرم الشيخ أعادت فلسطين إلى صدارة الاهتمام الدولي

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 قال الدكتور ماهر عبدالقادر، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي والباحث في العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مصر ومشاركته في قمة شرم الشيخ للسلام أمس، جاءت لتؤكد فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد عامين من حرب إبادة فاشية على قطاع غزة.

وأضاف عبدالقادر أن الزيارة والقمة حملتا رسالة واضحة بإضفاء شرعية دولية على الدور المصري، مؤكدًا أن مصر تتصدر اليوم المشهد الإقليمي وتعتلي المسرح الدولي بثبات وفاعلية.

ماهر عبدالقادر: قمة شرم الشيخ ألغت مخطط تهجير غزة

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن زيارة ترامب إلى مصر ومشاركته في قمة شرم الشيخ للسلام، أعطت شرعية للمقاومة الفلسطينية، معتبرًا أن الولايات المتحدة فوّضتها بشكل غير مباشر للمشاركة في صياغة الاتفاق.

وأضاف عبدالقادر أن الزيارة عكست تحولًا إيجابيًا في الموقف الأمريكي، إذ كرست مواقف جديدة أكثر انفتاحًا وعدّلت من لهجة ترامب السابقة التي دعا فيها إلى "سحق غزة وتهجير شعبها"، مشيرًا إلى أن القمة حملت دلالات رمزية وسياسية عميقة تؤكد عودة مصر إلى صدارة المشهد الدولي.

وقال الباحث الأمريكي إن دعوة أكثر من 20 دولة كبرى للمشاركة في حفل التوقيع بقمة شرم الشيخ للسلام تمثل اعترافًا عالميًا بمركزية الدور العربي بقيادة مصر وقطر كلاعبين أساسيين في قضايا المنطقة، مضيفًا أن ترامب نفسه أشار بإيجابية إلى كفاءة وفعالية المفاوضين العرب خلال جلسات القمة.

وأكد “عبدالقادر” أن زيارة ترامب إلى مصر أعادت القضية الفلسطينية إلى المربع الأول في سلم أولويات القضايا الدولية، لافتًا إلى أن الزيارة تفرض الانسحاب من غزة، وإطلاق سراح الأسرى من كلا الجانبين، وترفض ضم الضفة أو غزة، كما تؤكد على ضرورة إعادة الإعمار وإدخال المساعدات الإنسانية، باعتبار أن حل القضية الفلسطينية أصبح أولوية دولية حقيقية.

وشدد الخبير الأمريكي على أن وقف المجزرة والتهجير وإدخال المساعدات الإنسانية كانت أبرز سمات اتفاق شرم الشيخ، موضحًا أن قمة السلام جاءت لتكون شاهدًا وضامنًا لهذا الاتفاق، وكبح جماح عنجهية الكيان الصهيوني. 

وأضاف أن القمة أعادت القضية الفلسطينية إلى قمة الاهتمام الدولي بعد أن همّشتها إدارة ترامب خلال فترته الأولى عبر اتفاقيات إبراهام، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة للاحتلال، والموافقة على ضم الجولان، إلى جانب إغلاق سفارة فلسطين في واشنطن واعتبار المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية "تجمعات مدنية مشروعة".

وأشار  إلى أن القمة برئاسة مصر خلقت حالة من التفاعل الإيجابي الواسع لحركات التضامن العالمية المؤيدة لفلسطين، خاصة مع تزايد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين. 

وأوضح أن القمة أعادت للولايات المتحدة موقع القيادة الدولية، على عكس ما كان يحدث سابقًا حين كانت إسرائيل تملي مواقفها على واشنطن وأوروبا من خلال اللوبيات الصهيونية التي تمثل "حكومة ظل" تحدّ من استقلالية القرار الأمريكي والأوروبي تجاه قضايا الشرق الأوسط.

وأضاف أن قمة شرم الشيخ، ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي–الإسرائيلي، أفرزت حلفًا متماسكًا بقيادة مصر وقطر لمجابهة الصهيونية وحلفائها الغربيين، مؤكدًا أن الدول العربية والإسلامية لعبت دورًا فاعلًا في دعم موقف المقاومة وصياغة ردها الإيجابي، وهو ما فاجأ الإدارة الأمريكية وأربك الاحتلال الذي كان يراهن على رفض المقاومة لخطة ترامب، ليستغل ذلك كذريعة للقضاء عليها وتهجير الشعب الفلسطيني.

وتابع عبدالقادر أن الحضور الواسع لزعماء الدول العربية والإسلامية والأوروبية في قمة شرم الشيخ ومشاركتهم في التوقيع شكل إشارة ضغط قوية على إسرائيل للالتزام بالاتفاق، رغم أنه يتضمن أربع مراحل غير معلنة بالكامل، باستثناء المرحلة الأولى التي تنص على وقف القتال، وإطلاق سراح الأسرى، مع احتفاظ  الاحتلال بوجود عسكري على أكثر من نصف مساحة غزة، وحقه في استئناف العمليات العسكرية لاحقًا.

الدكتور ماهر عبدالقادر، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق