احتفت الصحف العالمية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، بقمة شرم الشيخ للسلام، ووصفتها بأنها لحظة فارقة في مسار الجهود الدولية لإنهاء الصراع في قطاع غزة، معتبرة اليوم الذي انعقدت فيه القمة "يومًا تاريخيًا للعالم". 

خطة سلام متعددة المراحل

وركزت التغطيات على رمزية التقاء قادة من الشرق والغرب على أرض مصر، لمناقشة خطة سلام متعددة المراحل، وسط ترحيب دولي بالإفراج عن الرهائن وبدء تدفق المساعدات الإنسانية، في خطوة وصفت بأنها بداية تحول حقيقي في مسار الأزمة.

وأفاد موقع "Eunews" المتخصص في شؤون الاتحاد الأوروبي أن أنظار العالم اتجهت نحو غزة ثم إلى مصر ثم إلى شرم الشيخ وهي محطات رسمت ملامح يوم وصفته الصحافة العالمية بـ"التاريخي"، بدأ بالإفراج عن 20 محتجزا إسرائيليا، واختتم بقمة سلام دولية في المنتجع المصري المطل على البحر الأحمر.

وأشاد بدور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيق السلام، والذي حظى بإشادات متتالية من قادة عرب وغربيين بوصفه مهندس الاتفاق الذي بدا قبل أيام. 

وقبيل مغادرته إلى القمة، جدّد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا استعداد الاتحاد الأوروبي للمساهمة في جهود "اليوم التالي"، من خلال دعم الحوكمة الانتقالية، وإعادة الإعمار، وتحقيق الاستقرار.

وفي تغريدة لها، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الإفراج عن الرهائن بأنه "بداية صفحة جديدة"، مؤكدة أن أوروبا "تدعم بالكامل خطة السلام التي ترعاها مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا".

وكالة أنباء شينخوا الصينية

وفي نفس السياق، أبرزت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في القمة، والذي أكد أن هذه الخطوة تمثل "بصيص أمل لإنهاء فصل مؤلم من تاريخ الإنسانية، وفتح باب عهد جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، يمنح شعوب المنطقة، التي أنهكتها الصراعات، مستقبلًا أفضل".
 

وأشارت إلى أن الرئيس السيسي، جدد دعم مصر الكامل لتطبيق خطة وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا على ضرورة "ترسيخ الاتفاق وتنفيذ جميع مراحله، بما يؤدي إلى تحقيق حل الدولتين".

وتابعت أنه تم التوقيع على وثيقة دعم لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرًا في غزة، من قبل الجهات الأربع الراعية للاتفاق وهم مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة.

وشهدت القمة، التي ترأسها كلا من السيسي وترامب، مشاركة قادة أكثر من 20 دولة، إلى جانب ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية.

وتشمل المرحلة الأولى من الخطة انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، بما في ذلك مدن غزة ورفح وخان يونس وشمال القطاع، وتبادل الأسرى والرهائن، وفتح خمسة معابر لإدخال المساعدات.

وأشارت إلى قول وزارة الصحة في غزة وخبراء التغذية المدعومين من الأمم المتحدة، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية على مدى أكثر من عامين دمّرت القطاع، وأسفرت عن مقتل أكثر من 67،000 شخص، وتسببت في مجاعة واسعة النطاق.

واشنطن بوست الأمريكية 

ومن جهتها، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه في يوم وصفه بـ"التاريخي"، أعلن الرئيس ترامب، نهاية الحرب الإسرائيلية المدمرة التي استمرت لعامين على قطاع غزة، وبدء مرحلة جديدة من السلام، وتشكل أبرز إنجاز في مسيرته السياسية.

وأضافت أن ترامب ترأس أمس قمة شرم الشيخ للسلام، التي شارك فيها قادة عرب ودوليون لدعم خطته المكونة من 20 بندًا لتسوية شاملة حيث شملت المرحلة الأولى من الاتفاق الإفراج عن 20 رهينة إسرائيلية أحياء، مقابل إطلاق إسرائيل سراح نحو 1700 معتقل فلسطيني، بينهم 250 محكومًا بالمؤبد كما بدأت المساعدات الإنسانية بالتدفق إلى غزة.

وبحسب مصادر أمريكية، فإن ترامب ومبعوثه ستيف ويتكوف، إلى جانب صهره جاريد كوشنر، قادوا مفاوضات معقدة بدأت في البيت الأبيض وتواصلت في فنادق نيويورك خلال اجتماعات الأمم المتحدة. ونجحوا في دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القبول بالخطة، رغم تحفظات كبيرة، بينما وافقت حماس على التهدئة دون الالتزام بنزع السلاح.

وذكرت المصادر أن القصف الإسرائيلي على قادة حماس في الدوحة فجر أزمة دبلوماسية، دفعت ترامب إلى الضغط على نتنياهو، ما أدى إلى تسريع وتيرة المفاوضات.

وأشارت إلى أنه في ختام القمة، منح الرئيس عبد الفتاح السيسي ترامب الذي ترأس القمة، وسامًا فخريًا لترامب على جهوده في تحقيق السلام.

صحيفة "الجارديان" البريطانية

وبدورها، ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مناطق عدة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية شهدت، أمس الإثنين، لحظات نادرة من الفرح، عقب إعلان وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك في ظل ترقب دولي لمخرجات مؤتمر السلام في شرم الشيخ، الهادف إلى تحويل التهدئة المؤقتة إلى سلام دائم.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال كلمته في قمة شرم الشيخ للسلام:"استُجيبت صلوات الملايين أخيرًا. أخيرًا، لدينا سلام في الشرق الأوسط، فجر جديد يبزغ، وهذه لحظة ستذكر عبر الأجيال."
وأشارت إلى أن ترامب عقد القمة إلى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة قادة من 27 دولة، أبرزهم رؤساء فرنسا وألمانيا وتركيا وقطر والإمارات وبريطانيا.

وسلطت الصحيفة الضوء على دعوة الرئيس السيسي للعالم بدعم الاتفاق وتحقيق السلام العادل.

وفي رام الله، استُقبل 88 من الأسرى المحكومين بالمؤبد، بعضهم قضى أكثر من عقدين في السجون. بينما أشارت منظمات حقوقية إلى أن معظم الأسرى الفلسطينيين الذين أُطلق سراحهم كانوا محتجزين بدون محاكمة، من بينهم 22 قاصرًا.

وتابعت الصحيفة أنه رغم التهدئة، ما تزال أزمة غزة الإنسانية في ذروتها، حيث يعيش أكثر من 2.1 مليون فلسطيني في دمار شبه شامل، مع انعدام المياه والكهرباء ونقص حاد في الغذاء والدواء.

وقال توم فليتشر، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا):"وصلت أولى قوافل المساعدات إلى غزة، وهناك الكثير منها في الطريق. ملايين الفلسطينيين يعتمدون على إيصال هذه المساعدات بأسرع وقت ممكن"

وبحسب الاتفاق، ستُفتح خمسة معابر لإدخال المساعدات فيما قالت الأمم المتحدة إن إسرائيل وافقت على دخول 190 ألف طن من الإمدادات الإنسانية تشمل غذاء وخيام وأدوية.

وتدعو خطة ترامب ذات البنود الـ20، والتي لم يُعلن عن تفاصيلها بالكامل، إلى نزع سلاح حماس، وتشكيل لجنة فلسطينية تكنوقراطية لإدارة غزة، تحت إشراف مجلس سلام دولي برئاسة ترامب.