كشف تقرير أمريكي، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بات يعد أكبر انتصارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض وقد اتضح ذلك في حضوره أمس قمة شرم الشيخ للسلام في مصر.
ترامب يغير السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط
وأوضحت شبكة "CNN" في تقرير لها أنه من المرجح أن يرى الرئيس دونالد ترامب، في ذلك تأكيدًا على ازدرائه لنهج صنع السلام التقليدي في المؤسسة، ومبادئ السياسة الخارجية التقليدية، والحذر الرئاسي فهو انتصار لعدم القدرة على التنبؤ، واستخدام أقطاب العقارات كمفاوضين لإتقان فن إبرام الصفقات.
وبحسب التقرير أمضى ترامب يوم الإثنين، متألقًا في إسرائيل من خلال الترحيب الكبير به كما ظهر في مصر مع قادة العالم الذين أيدوا موقفه وخطته بشأن السلام.
وقال التقرير إن النجاح العالمي غير المشروط لرئاستي ترامب يُثير العديد من الاحتمالات، بما في ذلك الاحتمال المستبعد بأن يدفعه الشعور غير المألوف بالحب في الخارج إلى السعي للحصول على تأكيد في الداخل من خلال تخفيف أسلوبه القيادي اللاذع.
وتدعو اتفاقية السلام التي وضعها ترامب، والمكونة من 20 نقطة، إلى نشر قوة سلام دولية في غزة؛ وإلى تخلي حماس عن أسلحتها وسيطرتها على غزة؛ ولتحالف عالمي من الدول العربية وغيرها لإعادة إعمار قطاع غزة المدمر ومن غير المرجح أن يحدث أي من هذا دون اهتمام ترامب الدائم طوال فترة ولايته.
كذلك في النهاية، يُلمّح المخطط إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية، وهو شرط يعارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكن ربما يكون الأمر مختلفًا مع ترامب في ظل وجود أعظم إنجازاته على المحك وقد يدعم إقامة الدولة الفلسطينية.
وتابع التقرير "كان نجاح ترامب في الشرق الأوسط تأكيدًا مثيرًا للإعجاب على القوة العالمية للولايات المتحدة، التي غالبًا ما بدت مشوهة في السنوات الأخيرة وغالبًا ما يزعم صانعو صورته في البيت الأبيض أن أمريكا أصبحت الآن أكثر احترامًا بعودته إلى منصبه".
وأشارت الشبكة إلى أن نهج ترامب تجاه الشرق الأوسط، خلال فترتي ولايته، حطم العديد من مناهج وزارة الخارجية التقليدية، واعتمد نهج "أطلق النار أولًا ثم اطرح السؤال لاحقًا"، وهو نهجٌ أكثر شيوعًا لدى قادة الليكود الإسرائيليين اليمينيين مثل نتنياهو.
وأوضحت أن ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان وأمر بشن غارة جوية قتلت قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني في مطار بغداد عام ٢٠٢٠. وفي مطلع ولايته الثانية، أمر ترامب بشن ضربات على البرنامج النووي الإيراني، مما سرّع أيضًا من التحول الجيوسياسي الإقليمي.
ولم تُشعل أي من هذه المخاطر الكبيرة فتيل العنف والأعمال الانتقامية ضد الولايات المتحدة بالقدر الذي توقعه العديد من الخبراء دائمًا لكنها خلقت رابطًا مع الإسرائيليين حوّله ترامب إلى ورقة ضغط سياسية يستطيع استخدامها للضغط على نتنياهو عندما يحين الوقت المناسب.
ترامب يحل أزمة أوكرانيا بطريقة إنهاء حرب غزة
ونوه التقرير بأن أحد الدروس التي يمكن أن يستخلصها ترامب من نجاحه في الشرق الأوسط هو إعادة تقييم نهجه تجاه حرب أوكرانيا وربما سيُشجع الآن على فرض ضغط مماثل على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي استمتع بدعوة ترامب لحضور قمة ألاسكا، ثم صعّد هجماته على الأوكرانيين حيث يتوجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى واشنطن يوم الجمعة وسط حديث أن الولايات المتحدة قد تُزوّد كييف قريبًا بصواريخ توماهوك كروز، ما سيسمح له بنقل الحرب إلى عمق الأراضي الروسية.
0 تعليق