لبنانيون لـ"الدستور": ننتظر دعم العرب.. والمنطقة تتجه نحو مرحلة مفصلية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد سياسيون وخبراء لبنانيون أن تداعيات اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في الضاحية الجنوبية بيروت على يد الاحتلال الإسرائيلي سيؤدي إلى تغيرات واسعة في الصراع ليس بين الطرفين ولكن في المنطقة برمتها.

محمد الحجار: تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضد لبنان كان متوقعا

وقال عضو كتلة "المستقبل" النائب اللبناني السابق الدكتور محمد الحجار، أن هذا التصعيد كان متوقعًا في ظل موقف دولي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية داعم له ومبرر لجرائم العدو الصهيوني ووحشيته وتدميره غزة على مدى عام تقريبًا واليوم لبنان.

وأوضح الحجار في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الولايات المتحدة تمد الاحتلال بالمال والسلاح والمعلومات الاستخباراتية والمعدات التكنولوجية الحديثة والمتطورة، مشيرا إلى أن هذا الموقف كان وما يزال يمنع مجلس الأمن الدولي ومعه المؤسسات الدولية المعنية من إتخاذ أي موقف يوقف المجازر التي يرتكبها بحق الفلسطينيين واللبنانيين.

الحجار: لا ثقة للحكومة - Lebanese Forces Official Website
السياسي اللبناني محمد الحجار

وشدد النائب اللبناني السابق أنه مع تدهور الأوضاع هذا تدخل منطقتنا ولبنان في نفق معتم لا يمكن الآن تلمّس نهايته ولكن على الأقل نقوم بواجبنا اليوم في إيواء أهلنا النازحين من الجنوب والبقاع والمناطق المستهدفة من هذا العدو. 

وأكد الحجار أن فِعل هذا التضامن سيستمر وهو يترجم بدعوة جماعية لنبذ الفتن والتعبير عن أعلى درجات الوحدة الوطنية التي يسعى العدو إلى تفكيكها لتحقيق أهدافه العدوانية مضيفا “ننتظر من الإخوة في هذا الوطن العربي مد يد العون والمساعدة للدولة اللبنانية لتمكيننا من الصمود في مواجهة كل ما يحصل”.

إيمان شويخ: اغتيال حسن نصر الله ضربة كبيرة لحزب الله

من جهتها قالت الدكتورة إيمان شويخ، الباحثة السياسية اللبنانية، إن اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله يمثل ضربة كبيرة للحزب، وهو ما اعتبره رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتصارًا استراتيجيًا، مشيرة إلى أنه إذا ما تمكن حزب الله من استيعاب هذه الخسارة وقبول التسويات، فقد نشهد تغييرًا في كيفية إدارة المعركة. وفي حال استجاب الحزب للضغوط الداخلية والخارجية، فإن الفصل بين جبهتي غزة ولبنان قد يصبح واقعًا.

لا حرب في لبنان لكن الانتظار واجب.. د. إيمان شويخ - سما الإخبارية
إيمان شويخ

وتحدثت شويخ في تصريحات خاصة لـ"الدستور" عن المساعي الجارية للتوصل إلى تسوية سياسية، مشيرة إلى زيارة وزير خارجية فرنسا إلى بيروت، وجهود رئيس الحكومة اللبنانية للضغط على حزب الله. وأكدت أن هناك تسوية جاهزة منذ أشهر، يعمل عليها المبعوث الرئاسي الأمريكي، والتي قد تقبلها معظم فصائل الحزب ومع ذلك، يبقى القلق من تعنت إسرائيل في فرض شروط أعلى مما تم التفاوض عليه، مما قد يعقد الأمور.

وفيما يتعلق بموقف إيران، أوضحت شويخ أن العديد في لبنان يعتبرون أن إيران تخلت عن حزب الله في لحظاته الحرجة، لكنها استبعدت أن تتحرك إيران بشكل كبير، معتبرة أنها ستسعى للحفاظ على مصالحها في ظل الظروف الحالية. وأضافت أن إيران تتفاوض مع القوى الغربية حول ملفها النووي، مما قد يجعلها أكثر حذرًا في تصعيد الوضع.

وأكدت شويخ أن الرد الإيراني على الأحداث الأخيرة كان محدودًا، مما يشير إلى رغبتها في عدم خروج المعركة عن نطاق السيطرة وقد يكون ذلك مرتبطا بالاتفاقات السابقة مع واشنطن بشأن إبقاء الصراع في إطار محدود.

وأشار الباحثة اللبنانية إلى أن الوضع قد يشهد تغيرات كبيرة، ولكن يجب الحذر من أن نتنياهو قد يسعى لاستغلال الوضع لتحقيق مكاسب إضافية قبل الانتخابات الأمريكية ورغم ذلك، تظل هناك آمال في الوصول إلى حل سلمي، خاصة بعد تغير هيكلية حزب الله.

وتابعت "يبدو أن المشهد الإقليمي لا يزال في حالة من الغموض، حيث تلعب التحولات السياسية والعسكرية دورًا حاسمًا في تحديد مصير الصراع في المنطقة".

وأشارت شويخ إلى أن حسن نصر الله قد نجح على مدار ثلاثة عقود في تحويل حزب الله إلى قوة فاعلة لها تأثير كبير في عدة صراعات، بدءًا من سوريا وصولًا إلى اليمن. ومع ذلك، تواجه الحزب ضغوطات شديدة، أبرزها العقوبات الأمريكية التي اعتبرته منظمة إرهابية. ومع كل ذلك، تمكن الحزب من تطوير قدراته العسكرية بفضل القيادة الفعالة لنصر الله.

وتابعت "الآن مع تعيين هاشم صفي الدين المرتقب خلفًا لحسن نصر الله، تواجه قيادة الحزب تحديات جديدة. إذ يُعتقد أن صفي الدين قد يكون أكثر تشددًا، مما قد يؤثر على استراتيجية الحزب مستقبلًا. وفي ظل المخاوف من إمكانية اغتياله، قد يتعين على الحزب إعادة هيكلة نفسه وابتكار استراتيجيات جديدة".

وتسائلت شويخ بشأن مستقبل العلاقة بين حزب الله وإيران، مشيرة إلى أنه إذا كانت إيران تسعى لإنهاء دور الحزب في المنطقة، فهذا قد يعني تغيرًا جذريًا في الاستراتيجية. لكن إذا كانت لا تزال تعول على دور الحزب، فإنه سيكون من الضروري دعم هذا الدور بوسائل سياسية وعسكرية، خاصة في ظل التغيرات المتوقعة بعد وفاة نصر الله.

وتابعت "على الصعيد الداخلي، يظل لحزب الله جناح سياسي مؤثر داخل الحكومة والبرلمان. وقد كانت له اليد العليا في تشكيل الحكومة والتأثير على قرارات الدولة. إلا أن الظروف الراهنة قد تؤدي إلى تغيرات في التركيبة السياسية اللبنانية، خاصة مع وجود قوى معارضة، مثل قوى الرابع عشر من آذار، التي لطالما اتهمت الحزب بالسيطرة على الدولة".

وتوقعت شويخ أن التغيرات السياسية قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في الواقع اللبناني، مما قد يزيد من التوترات الداخلية.

وانتقدت شويخ تدخل نتنياهو في تحديد مستقبل لبنان، مشيرة إلى أنه قد يسعى لاستغلال الفرصة للضغط على حزب الله وإفشال أي تسويات سياسية قد تُنجز. وفي هذا السياق، قد يكون مصير لبنان شبيهًا بمصير غزة، خصوصًا مع بدء التحركات العسكرية الإسرائيلية في الجنوب.

وأضافت "تبقى الأمور مرهونة بما ستسفر عنه الأيام المقبلة، وما إذا كان الحل السياسي سيتمكن من وقف الدماء، أم أن التصعيد العسكري سيستمر، مما قد يؤدي إلى فترات أطول من العنف وعدم الاستقرار".

وأشارت شويخ إلى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية نوفمبر المقبل قد تلعب دورًا مهمًا في تحديد مستقبل المنطقة. حيث تفضل الإدارتان الديمقراطية والجمهورية تجنب التصعيد في الشرق الأوسط، وهو ما قد يؤثر على قرارات نتنياهو وأي تحركات عسكرية مستقبلية.

وتوقعت الباحثة اللبنانية أن المشهد في لبنان يتجه نحو مرحلة مفصلية قد تُعيد تشكيل ملامح السياسة الإقليمية، مع ضرورة مراقبة ردود الفعل على المستويات المحلية والدولية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق