جمال عبد الناصر، الذي لم تختف ذكراه ولا الجدل الذي يثيره كلما حلت ذكرى مولده أو رحيله. عبد الناصر الذي رثاه محمود درويش، واصفا إياه في قصيدته “الرجل ذو الظل الأخضر”: “لست نبيًّا ولكن ظلّك أخضر”.
كما رثاه نزار قباني في قصيدته "قتلناك يا آخر الأنبياء: "ليس جديدًا علينا// اغتيال الصحابة والأولياء// فكم من رسول قتلناه// وكم من إمام ذبحناه وهو يصلي صلاة العشاء// فتاريخنا كله محنة//وأيامنا كلها كربلاء.
أما عبد الرحمن الأبنودي فنعاه في قصيدته “يعيش جمال عبد الناصر”: ف زمنه ماعشناش آحاد.. كنا جموع فى زمن ناصر.. كان الأمل فى خُضرِتُه بِكْر.. مافيش لصوص للقوت والمال.. ومصر أبطال ورجال فكر.. ومثقفين ستات ورجِال.. جيوش جمال عبد الناصر.. كان الهلال فى قلبه صليب.. ولا شفنا حزازات فى بلادنا.. ولا شُفنا ديب بيطارد ديب.
بينهم المليجي وسرحان وفخر الدين.. كيف نعى فناني مصر جمال عبد الناصر؟
وفي الأيام اللاحقة لإعلان خبر رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، توالت كلمات النعي والرثاء التي عبر بها فناني مصر ومثقفيها عن فجيعتهم.وذلك في العدد 1001 من مجلة “الكواكب”، والصادر بتاريخ 6 أكتوبر 1970.
قال الفنان محمود المليجي الذي نعي “ناصر”: تراب مصر غالي علينا جدا، ولكن ليس لدرجة أن يضم جثمان جمال عبد الناصر.
ومن جانبها قالت الفنانة مريم فخر الدين: شاءت الأقدار أن يموت جمال عبد الناصر في أحرج اللحظات التي تمر بنا ونحن نواجه عدوا قادرا وحاضرا حائرا ومستقبلا تحيطه الظلمات.. ولكن إرادة الله فوق كل إرادة ومن واجبنا أن نتمثل بجمال عبد الناصر في شجاعته وحكمته ونواجه الخطب الجلل متماسكين ونستمد القوة من المعلم الذي فقدناه والأب الذي شيعناه والزعيم الذي ورايناه ونحمل راية الجهاد من أجل حريتنا واستقلالنا وعروبتنا ونتابع الكفاح لنحقق مبادئه الإنسانية العظيمة.
وفي كلمات مقتضبة قال الفنان محمود شكوكو: أقول أيه بس؟ ودي حاجة نقدر نقول فيها كلام؟ الريس ما تعرفش يعني أيه الريس؟
أما الفنان شكري سرحان فقال في وداع جمال عبد الناصر: عبد الناصر من النماذج الإنسانية التي خلقت من نسيج فريد، ولهذا كان نبأ وفاته أصاب العالم بذهول فرفض الناس أن يصدقوا أنه لم يعد موجودا بينهم، فليس من السهل أن نصدق أن عبد الناصر الذي صنع هذا التاريخ العظيم لأمته وعروبته يموت.. لقد مات شهيدا في ساحة النضال وهو يؤدي واجبه المقدس للدفاع عن فلسطين وشعب فلسطين الذي استعذب من أجله كل تضحية منذ كان ضابطا شابا في فجر شبابه حتي آخر لحظات حياته. لقد مات عظيما كما عاش عظيما.. وسيظل خالدا في قلوبنا وقلوب كل من أحب السلام، وكره الحرب والدمار.
سهير زكي: الريس كان كل شيء لنا
وبدورها نعت الفنانة سهير زكي الرئيس جمال عبد الناصر: ربنا يصبرنا.. ويقوينا، الريس كان كل شئ لنا، أزاي أصدق أنه رحل، بعيد عننا، دي مصيبة يا ناس.. مصيبة.
بينما قال الفنان نور الشريف: "لقد أعطي القائد من روحه للشباب، ونحن الذين كبرنا في عصره، لم نعرف غيره فهو الأب الذي رعانا، ولقد فقدنا الأب.
أحمد مظهر: عرفته صديقا وزميل سلاح
ومن جانبه قال الفنان أحمد مظهر، ناعيا جمال عبد الناصر: عرفته صديقا، وعرفته زميل سلاح. وعرفته أخا مخلصا، ثم عرفته قائدا ملهما، وزعيما نافذ البصيرة، فقد استطاع القائد البطل أن يضعنا في أعلي مكان أمام العالم، لقد كان كبير القلب، طيب النفس، واسع الصدر. لقد هزتني الفجيعة هزة لا حد لها، إن الدموع والكلمات والأحزان، لا يمكن أن تعبر أبدا عن إحساسنا بهذا الحادث الخطير، لقد كان سدا يحمي المنطقة العربية كلها. هذا الإنسان الذي وقف أمام أعتي الدول، فانحنت له، لا يمكن أبدا أن يكون إنسانا عاديا، ولم يكن عبد الناصر العظيم، الإنسان العادي أبدا.
0 تعليق