كلنا مع لبنان.. ولكن !

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبت 28/سبتمبر/2024 - 04:54 م 9/28/2024 4:54:28 PM


لم يذق شعب مرارة الحروب كما ذاق شعب لبنان، حروب ممتدة من أعوام 48 ومستمر حتى اليوم الذي استعر فيه العدو الصهيوني مستهدفا هذا البلد المسالم الجميل. 
الرغبة الصهيونية في توسيع دائرة الحرب في المنطقة واجبار الولايات المتحدة على الإشتباك مع جيرانه حتى تمتد الحرب لإيران وتستمر لسنوات تتعطل خلالها كل سبل التنمية والإستقرار في محيطنا العربي لعشرات السنين يدفع ثمنه الان شعب لبنان.
شعب لبنان ليس مغلوبا على أمره كما كنا نقول طوال السنوات الماضية،  ولن نقولها هذه المرة، لأنه من الطبيعي أن تستعد الدول للأخطار المحيطة بها، ومن المعروف في النظريات العسكرية والأمنية أن تعامل الدول مع المخاطر وإستعدادها تحددة نوعية تلك المخاطر المحتملة والمحيطة.
فمن غير المنطقي مثلا أن تسعى دولة في القطب الشمالي لإمتلاك السلاح النووى، وهى غير مستهدفه من أى قوى تحيط بها، ولكن من الأفضل في هذه الحالة أن تسعى الدول التي يحيطها الجليد بما يضمن لها بقائها من وسائل دفاع ونقل وطاقة تناسب جغرافيتها وتضمن لشعبها البقاء.
ومن هنا كان لابد أن تسعى لبنان لإمتلاك القوة التي تحميها وأن تبني قدراتها الدفاعية بعدما أصحبت محاطة بحدود مشتعله وبعد أن زٌرع العدو الصهيوني بجواره، وقد ذاق هذا الشعب المسالم مرارة العدوان والغزو والمذابح على أرضه لسنوات طوال. 
" لبنان الجريح " مصطلح لا أحب ترديدة فهو بلد واعد بقدراته حتى وأن كانت ضعيفة فلا بترول ولا ثروات معدنية، ولكنه يمتلك من العقول القادرة على قيادة دولة مؤثرة وقادرة على الدفاع عن نفسها.
لكن للأسف عقول لبنان المؤثرة معظمها مهاجرة وتوصف بأنها أقوى الجاليات المهاجرة في العالم، ولكن تاثيرها على الداخل اللبناني يكاد يكون منعدما.
خاض لبنان حروب عدة 48  ، وتعرض لأزمة خطيرة عام 58 وكتب لها النجاه وشكلت وقتها أول حكومة توافق.
وتأثرت لبنان بعدوان 67 واقترب العدو منه من خلال مرتفعات الجولان وقام لبنان بواجبه تجاه المقاومة الفلسطينية حتى إندلعت الحرب الأهلية اللبنانية والتي إستمرت 15 عاما توقفت خلالها كل أشكال التنمية والإنتاج وبقيت فقط القوة الناعمة اللبنانية الفنية والثقافية التي تميز لبنان وتعد هي مفتاح قوته الحقيقية 
ولأن القوى الناعمة يقودها النخب - ثقافية وفنية - ومعها النخب السياسية فمن غير المنطقي أن تستمر الطائفية المقننة بدستور أعور تم التوافق عليه تحت ضغط الحرب الأهلية، فالدساتير يضعها الإنسان، وهي ليست قرآنا، ولكن لابد ان تتعامل الدساتير مع المتغيرات والمطالب والمخاطر. 
فهل يعقل أن يحكم لبنان بدستور طائفي وبجوارة عدو غادر، وغير منطقي أن يظل لبنان بدون جيش قوى قادر على الدفاع عن وطنه المحاصر بالمخاطر.
لبنان وبعد تجارب الحروب وأخرها حرب 2006 التي خاضها حزب الله وحده وحقق نصرًا على الإرض ونجح في إفشال مخطط العدو لكن بعد أن خسر خلال تلك الحرب بنيته التحتية بتفوق العدو بسلاح الجو وإفتقار لبنان للدفاعات الجوية، وقد إنتهت تلك الحرب منذ ما يقرب من 18 عاما ومع ذلك ظل الوضع كما هو، فلا تفكير في حماية سماءه وأرضة من هجمات وطلعات العدو التي لم تتوقف، ولا تفكير في وحدة الصف التي تسمح بتقوية الجيش وتزيد من قدراته على صد الهجوم بما يعادل من كفة الصراع ويحرم العدو من ميزته التي يتفوق بها.
ندرك أن لبنان محاصر ويمتد الحصار على معظم الدول المحيطة بالعدو، وندرك ان لبنان بلدًا فقيرًا لا يمتلك قدرة تحمل الإنفاق على تسليح جيش قوى، ولكنه قدر لابد أن يتعامل معه الشعب اللبناني وأن تتحمل نخبته المسئولية تجاة وطنهم الذي بات مهددا وبدأت عمليات تهجيره من جديد،
من جانبنا إعتادت مصر أن تقف بجوار لبنان، ومع كل أزمة تسبق المساعدات المصرية الجميع، ومصرهى الداعم الأهم للموقف اللبناني وكل التصريحات الرسمية تصب في مصلحة لبنان  ، وقلوب المصريين جميعا معلقة بحب لبنان وأهله كما تحبه كل الشعوب المسالمه، بقي أن يقف شعب لبنان مع وطنه ينصره ويأخذ بيده لطريق النجاه، حمى الله لبنان الشقيق ونصره على عدو غادر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق