حرية في الاختيار ومساواة اجتماعية.. ما هي مكاسب تحويل الدعم العيني إلى الدعم النقدي؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في محاولة من الحكومة، لسد حاجات المواطنين الأساسية وتوفير الخدمات اللازمة للمواطنين، طرح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، فكرة تحويل الدعم العيني إلى نقدي بداية من العام المالي المقبل، في محاولة لاتساع المجال أمام المواطنين وتوفير الحرية لديه في اختيار السلع التي يريدها دون التقيد بالسلع المحددة داخل منافذ التموين. 

أرقام:

"الزيت، السكر، المكرونة، الأرز".. وغيرها هي من السلع الأساسية الموجودة بالفعل على بطاقة تموين المواطنين الذين يحصلون على هذه الخدمة بشكل دوري، شهري، ثابت، يستفيد منها أكثر من 65 مليون مواطن بواقع 25 مليون بطاقة تموينية، إضافة إلى عشرة ملايين مواطن آخرين يحصلون على خدمات الخبز المدعم وفق أخر إحصائية أصدرتها وزارة التموين والتجارة الداخلية.

خبير اقتصادي: التحول إلى الدعم المالي يساهم في القضاء على الفساد ويعزز الوصول إلى المستحقين

يقول ديال محمد، الخبير الاقتصادي، إن هؤلاء المواطنين الذين يحصلون على خدمات السلع التموينية والخبر، يستتر بينهم عدد كبير ممن هم ليسوا في حاجة إلى الدعم ويحصلون عليه بغير وجه حق، وبالتالي فإن تحويل الدعم العيني إلى نقدي يمكن أن يساهم في الحد من هذه الظاهرة إذا قامت الحكومة بفلترة قاعدة البيانات وانتقاء من هم في خير حاجة إلى الدعم ومنعهم من الحصول على الدعم العيني والمالي.

وأضاف الخبير الاقتصادي لـ"الدستور"، أن هذا التحول يمثل السير على الحافة فإذا ما تمت دراسة هذه الخطوة بصورة جيدة فمن الممكن أن تقع الدولة في فخ ارتفاع الأسعار وبالتالي زيادة التضخم، خاصة إذا ما قام المواطنون بصرف هذه الأموال في غير أوجه الصرف المحددة لها، أو سطو رب المنزل على هذه الأموال لتحقيق منفعة خاصة له بعيدًا عن حاجة المنزل من السلع الأساسية، لذلك هناك عدد من الأمور تجب مراعتها حتى تنجح الفكرة وتأتي ثمارها المرجوة.

وأوضح دياب، أن التحول إلى الدعم المالي من شأنه أن يحد من الفساد القائم داخل هذه المنظومة، فالأموال التي يحصل عليها المواطن تكون معلومة ومحددة ولن يكون هناك مجال للتلاعب بالسلع التموينية وبيعها في السوق السوداء بأرقام أكبر من تلك التي حصلوا عليها من الدولة، سواء كان هذا البيع من قبل المواطنين أو التجار القائمين على عملية البيع والشراء، من يقومون بدور الوساطة بين الدولة والمواطن. 

وتابع، أنه لا بد من وجود دراسة حول قنوات الإنفاق لأن المبلغ الذي تقدمه الدولة سيشكل ثقلا على ميزانيتها ويساهم في رفع التضخم، كما يقترح وجود كارت خاص للمواطن يضم الرقم الذي تقرر الدولة صرفه لكل مواطن مع تحديد الأماكن التي يمكن من خلالها صرف هذا المبلغ حتى يحد من استخدام هذه الأموال في غير أماكنها المضبوطة. 

مواطن: الدعم النقدي يحفظ كرامة الإنسان ويعزز حريته

يرى حكيم موسى، رجل خمسيني، أن الدعم النقدي فكرة جيدة تحفظ للإنسان كرامته وتسد أبواب الفساد، يختار المواطن المواد الأساسية التي يحتاج إليها بحرية دون التقيد بأعداد أو أنواع معينة.

وأضاف موسى، لـ"الدستور" أنه رغم اقتناعه بالفكرة ودعمه لها إلا أنه يريد أن تكون هناك زيادة سنوية بنسبة مئوية لمواجهة التضخم ويتم الاتفاق على هذه النسبة المعلومة وفق قانون ثابت بداية من العام المالي الجديد. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق