بعد خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة ومحاولة اغتيال نصر الله.. عوامل تبقي إيران بعيدة عن المشهد

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة توترًا ملحوظًا اليوم الجمعة، بعدما غادرت عدة وفود دبلوماسية القاعة فور بدء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. هذا التحرك جاء احتجاجًا على السياسات الإسرائيلية التي تستهدف حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، ليعبر عن رفضٍ عالميٍ متزايد للإجراءات التي تتخذها حكومة الاحتلال ضد الفلسطينيين وجيرانها في المنطقة.

في نفس الوقت، تصاعدت التوترات بعد محاولة اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، خلال غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت. ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يعتبر هذا الهجوم جزءًا من محاولة الاحتلال الإسرائيلي لتقويض قوة حزب الله من خلال استهداف قياداته العليا. ومع هذا التصعيد، تُثار التساؤلات حول أسباب استمرار إيران في تجنب الانخراط المباشر في هذا الصراع الملتهب.

العامل الأول: تحسين العلاقات مع الغرب

يتفق الخبراء الدوليون على أن طهران تسعى جاهدة لتحسين علاقاتها مع الدول الغربية بهدف تخفيف الضغوط الاقتصادية والعقوبات المفروضة عليها. يرون أن هذه الرغبة تتأتى بشكل أساسي من رغبة إيران في الحفاظ على استقرارها الداخلي وتحسين الأوضاع الاقتصادية. ولتحقيق ذلك، تركز طهران على الملف النووي وتظهر تعاونًا متزايدًا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتسعى للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي لعام 2015. هذا النهج يساعدها في التخفيف من التصعيد العسكري والميداني، حتى لا تتورط في مواجهة شاملة مع إسرائيل والغرب، خاصةً بعد تزويدها لروسيا بصواريخ ومسيرات.

العامل الثاني: تجنب مواجهة عسكرية مع إسرائيل والولايات المتحدة

يعتقد المحللون أن القيادة الإيرانية ترى في تدخلها المباشر في الصراع الحالي مع إسرائيل مخاطرة كبيرة. فالهجوم على إسرائيل باستخدام الصواريخ سيجعلها عرضة لحرب مفتوحة مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة. في ظل التواجد العسكري الأميركي المتزايد في المنطقة، تخشى طهران أن تستغل إسرائيل وأمريكا الفرصة لشن هجمات مدمرة على المنشآت النووية الإيرانية. لذلك، تفضل إيران الاعتماد على "وكلائها" مثل الحوثيين والميليشيات العراقية لتنفيذ الهجمات، ما يقلل من خطر الانخراط المباشر في النزاع.

العامل الثالث: تأثير الحرب على الانتخابات الأمريكية

من بين العوامل التي تدفع إيران إلى تجنب الانخراط المباشر في الحرب، هو خوفها من تأثير ذلك على الانتخابات الأمريكية المقبلة. الخبراء يرون أن تدخل إيران في الصراع قد يزيد من فرص فوز دونالد ترامب في الانتخابات، وهو السيناريو الذي تسعى طهران لتجنبه. فعودة ترامب إلى البيت الأبيض تعني مزيدًا من الضغوط على إيران واستئناف سياسة العقوبات القصوى. ولذلك، تفضل إيران التريث وتجنب أي تصعيد قد يؤثر سلبًا على محاولاتها للتوصل إلى تفاهم مع إدارة بايدن وحلفائها الأوروبيين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق