ترامب يضغط على نتنياهو لمراجعة سياسات الضفة الغربية وقلق أمريكي من تصعيد يُهدد اتفاق غزة

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، اليوم الثلاثاء، نقلًا عن مسؤول أمريكي رفيع ومصدرين مطلعين، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار مستشاريه طلبوا من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مراجعة سياسات حكومته في الضفة الغربية المحتلة، خلال اجتماع رسمي عُقد يوم الاثنين في منتجع مارآلاجو بمدينة بالم بيتش بولاية فلوريدا .

تحذيرات من تقويض جهود السلام 

ويُعد هذا اللقاء ـ بحسب “أكسيوس” ـ أول نقاش معمق حول ملف الضفة الغربية منذ بدء الولاية الثانية للرئيس ترامب، ما يعكس تحولًا ملحوظًا في توجهات الإدارة الأمريكية تجاه الملف الفلسطيني الإسرائيلي . 

ونقلت المنصة عن المسؤول الأمريكي قوله إن البيت الأبيض عبّر عن قلقه العميق من أي تصعيد ميداني في الضفة الغربية، مشددًا على أن العنف المتزايد في تلك المناطق قد يقوّض الجهود الأمريكية الرامية لتنفيذ اتفاق السلام في غزة، ويعرقل في الوقت نفسه مساعي توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام قبل نهاية ولاية ترامب الحالية .

اجتماع تحضيري مكثّف قبل لقاء مارآلاجو 

وأوضحت مصادر "أكسيوس" أن القضية أُدرجت أيضًا في الاجتماع التحضيري الذي عُقد صباح الاثنين، وضم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف يتكوف، والمستشار الرئاسي جاريد كوشنر، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي .

وبعد هذا اللقاء، عُقد اجتماع مباشر بين ترامب ونتنياهو في أجواء وُصفت بأنها “صريحة ومتوترة أحيانًا”، تم خلالها التطرق لعدد من الملفات الحساسة داخل الأراضي الفلسطينية. 

انتقادات أمريكية لممارسات المستوطنين

ووفقًا للمصادر ذاتها، أثار فريق ترامب قضايا عنف المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين، وتدهور الوضع المالي للسلطة الفلسطينية، إلى جانب القلق من استمرار التوسع الاستيطاني الذي تعتبره واشنطن عاملًا مهددًا لاستقرار المنطقة.

المصادر أكدت أن الرسالة الأمريكية كانت واضحة: “التهدئة في الضفة شرطٌ لاستمرار الزخم السياسي في غزة والمنطقة .

موقف إسرائيلي حذر وتباين في الرؤى

في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من مكتب نتنياهو، لكنّ مصادر إسرائيلية مقربة من الحكومة قالت إن تل أبيب تنظر إلى “نصائح واشنطن” باعتبارها محاولة للضغط في توقيت سياسي حساس، بينما تؤكد تمسكها بما تسميه “حقها في الأمن الذاتي داخل الأراضي المتنازع عليها .

بين ضغوط أمريكية وتوازنات إسرائيلية دقيقة

يرى محللون دوليون أن هذه الخطوة تمثل أول مؤشر علني على تحول مقاربة إدارة ترامب تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خلال ولايته الثانية، بعد فترة دعم غير مشروط لتل أبيب في الملفات السابقة .

ويعتبر الخبير في الشؤون الأمريكية  الإسرائيلية، البروفيسور ريتشارد فولك، أن اللقاء “يعكس إدراك واشنطن لخطورة الانفجار في الضفة الغربية، وتأثيره المحتمل على استقرار غزة والمنطقة برمتها”.

كما أشار تقرير لمركز “بروكنغز” الأمريكي إلى أن التوسع الاستيطاني وازدياد العنف ضد الفلسطينيين باتا يهددان البنية السياسية لاتفاقيات أبراهام، التي تسعى إدارة ترامب لتوسيعها نحو دول جديدة قبل انتهاء الولاية الحالية.

وفي المحصلة، يبدو أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو تدخل مرحلة أكثر تعقيدًا، حيث تتقاطع الحسابات السياسية مع متغيرات أمنية دقيقة، وسط تساؤلات مفتوحة حول مدى قدرة الطرفين على إعادة ضبط إيقاع التحالف الأمريكي الإسرائيلي دون خسائر دبلوماسية .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق