مازالت الكلمة حائرة بين مفهوم لم يقصد ومقصود لم يفهم. فاجعل كلمتك بسيطة حتى يفهم مقصدها.
زمان البيت المصري كان ماشي بنظام واضح.
سي سيد يشيل الشغل والمسؤولية وامينة شايلة البيت والعيال والتربية.
البيت متظبط.
العيال متربين.
الكلمة لها وزن.
والجو كله احترام وقيم.
كل حاجة ماشية عادي.
والبيت هو الاساس.
بس فجأة دخلت كلمة انا عايزة وكانت البداية بريئة.
عايزة لبس جديد.
عايزة شعر مظبوط.
عايزة كوافير.
لكن مع الوقت الطلبات كثرت.
عايزة شغل.
عايزة حقوقي كاملة.
عايزة حياة حرة.
وبعدها.
عايزة موبايلات احدث.
لاب توب.
انترنت سريع.
واي فاي.
سهرات وحفلات.
صحاب.
ومبيت عندهم.
وكل ده باسم حقوق.
سي سيد حاول يقاوم.
حاول يقول البيت محتاجك.
العيال محتاجينك.
لكن مع الالحاح.
والدموع.
وكلمة الست انت مش عايزني اكون انسانة.
انهزم سي سيد ووافق.
وبدأ البيت يتهاوى خطوة خطوة.
وهو مش واخد باله إنه بيوافق على هدم البيت بايده.
ومع مرور الوقت.
بقت امينة مشغولة بحياتها وحقوقها اكتر من البيت نفسه.
والعيال اتسلموا للشاشات والسوشيال.
ورجع سي سيد يسال امينة.
العيال فين يا امينة.
عاملين ايه في الدراسة.
والتربية.
وفي اكلهم.
وفي شربهم.
وصحتهم.
والرد كان واضح.
معرفش.
وكأن مسؤوليتهم مش مسؤوليتها.
والنتيجة.
كل طلب كسبته.
وكل موافقة لسي سيد.
خسروا اهم حاجة.
البيت نفسه.
واللي انتجوه من البيت ده.
جيل قاسي.
قليل التربية.
بلطجة.
الحوار هي طبيعته.
وما بيعرفش معنى الاحترام.
والشارع اتاثر.
والمدارس اتاثرت.
والمجتمع كله بيشوف النتيجة مباشرة.
كلنا لمسناها وبنشتكي وبنسال السبب.
وبالتالي.
اصبحت الحرية دون مسؤولية.
والحقوق دون واجبات.
مش بس امينة دمرت بيت.
ده خلقت شباب فاقد القيم.
اللي اتربى كده مش بس بيتاثر.
المجتمع كله بيتاثر.
المدارس.
الشغل.
العلاقات اليومية.
وحتى المؤسسات كلها بتستقبل الجيل ده بلا اساس.
ومع تراكم الاهمال ده في بيوت كتير.
بنلاقي الوطن كله بيتاثر.
قوة اي وطن مش بس في المال ولا التعليم.
لكن في القيم اللي بيتربى عليها اولاده.
والجيل اللي اتربى على اهمال.
هينعكس على المجتمع كله.
وهينعكس على حضارة الوطن واستقراره.
يعني مش مجرد بيت اتدمر.
ده مجتمع كامل معرض للخطر.
وجيل كامل بيعاني من ضياع المبادئ.
وكل ده بسبب تراكم الاهمال اللي بدا من البيت.
بطلبات الست امينة.
وانشغال سي السيد.
على فكرة كانت بتحبه وبيحبها.
تحياتي ومن عندياتي.
قرمشة.
ان الله تعالى يقول.
يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالامير راع على الناس وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع على اهل بيته وامرأة الرجل راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه الا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
قال علي رضي الله عنه.
علموهم وادبوهم.
وقال الحسن.
مروهم بطاعة الله وعلموهم الخير.
إلى اللقاء.















0 تعليق