بعد تصريحات زيلينسكي.. هل تقترب الحرب الروسية الأوكرانية من نهايتها؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ملف إنهاء الحرب مع روسيا إلى صدارة المشهد الدولي، بعدما أعلن أن المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية أصبحت «قريبة جدًا من نتيجة حقيقية»، حيث إن تصريحات زيلينسكي، التي جاءت بعد سلسلة لقاءات دبلوماسية مكثفة، فتحت باب التساؤلات مجددًا حول ما إذا كانت الحرب المستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات تقف بالفعل على أعتاب تسوية سياسية، أم أن التفاؤل الحالي لا يتجاوز كونه جولة جديدة من الضغوط المتبادلة.

وخلال تجمع مخصص للدبلوماسيين الأوكرانيين، بدا زيلينسكي حريصًا على إظهار تقدم ملموس، مؤكدًا أن ما يجري هو عمل مشترك بين كييف وواشنطن، في إشارة إلى الدور الأميركي المتزايد في صياغة مسار المفاوضات.

 

فلوريدا.. مسرح غير تقليدي للدبلوماسية الدولية


وشهدت ولاية فلوريدا الأمريكية خلال الأيام الماضية سلسلة اجتماعات لافتة، جمعت مفاوضين أوكرانيين وأوروبيين مع مبعوثين أميركيين، بالتوازي مع محادثات منفصلة بين الجانب الأمريكي والمبعوث الروسي كيريل دميترييف، المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، حيث إن هذا التوازي في المسارات يعكس محاولة واشنطن لعب دور الوسيط المركزي بين طرفي النزاع، مع إبقاء قنوات التواصل مفتوحة دون جمع الطرفين على طاولة واحدة حتى الآن.

وأكد مسؤولون من موسكو وكييف أن الوفود ستعود إلى عواصمها لعرض نتائج النقاشات، في خطوة تعكس حساسية المرحلة، وارتباط أي قرار قادم بحسابات سياسية وأمنية معقدة داخل كل دولة.

 

خطة من 20 نقطة.. تسوية غير مثالية


بحسب تصريحات زيلينسكي، فإن المفاوضات تدور حول خطة من 20 نقطة اقترحها المبعوثون الأمريكيون، وظلت قيد النقاش لأسابيع طويلة، حيث إن هذه الخطة واجهت في بدايتها انتقادات أوكرانية وأوروبية بدعوى أنها تميل أكثر من اللازم لصالح روسيا، إلا أن كييف عادت للتعامل معها باعتبارها «إطارًا قابلًا للنقاش».

 

زيلينسكي أقر صراحة بأن الخطة ليست مثالية، لكنه شدد على أنها موجودة وتمثل أساسًا يمكن البناء عليه، وهو ما يعكس استعدادًا أوكرانيًا لتقديم تنازلات محسوبة، مقابل ضمانات أمنية واضحة تحول دون تكرار أي هجوم روسي مستقبلي.

 

الضمانات الأمنية وإعادة الإعمار


تحتل مسألة الضمانات الأمنية صدارة المطالب الأوكرانية، حيث تسعى كييف إلى ترتيبات تحميها من أي تصعيد عسكري بعد وقف القتال، إلى جانب ذلك، يجري بحث خطة للتعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار، في ظل الدمار الواسع الذي خلفته الحرب، واستنزاف البنية التحتية والموارد.

ويرى مراقبون أن نجاح أي اتفاق مرهون بمدى جدية هذه الضمانات، وقدرة المجتمع الدولي على الالتزام بها، خاصة في ظل تجارب سابقة لم تصمد طويلًا.

 

الضغط على موسكو.. ورقة العقوبات والطاقة


في خطابه الليلي، عاد زيلينسكي للتأكيد على أن العامل الحاسم يتمثل في معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على انتزاع «رد حقيقي» من روسيا، واستعداد فعلي من موسكو لتغيير مسارها، مشددا على أن استمرار الضغط على الكرملين أمر لا غنى عنه، عبر العقوبات الاقتصادية وخفض سعر النفط الروسي، بما يقلص الموارد المتاحة لآلة الحرب.

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن العام الحالي شهد بالفعل خطوات مهمة لتقليص التمويل العسكري الروسي، معتبرًا أن هذا المسار يجب أن يستمر حتى الوصول إلى تسوية مستدامة.

 

موسكو تتحدث عن تقدم بطيء وتحذّر من عرقلة المفاوضات


من جانبها، أقرت روسيا بوجود تقدم «بطيء» في المحادثات مع الولايات المتحدة، وفق تصريحات نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، الذي اتهم قوى أوروبية بمحاولات «خبيثة» لإفشال العملية الدبلوماسية. 

وأشاد ريابكوف بمساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيجاد حلول «تعالج جذور النزاع»، منتقدًا في الوقت ذاته الموقف الأوروبي من الخطة الأمريكية، حيث إن هذا التباين في التصريحات يعكس استمرار فجوة الثقة بين الأطراف، رغم وجود قنوات تفاوض نشطة.

 

هل تقترب نهاية الحرب؟

حتى الآن، لا يمكن الجزم بأن الحرب أوشكت على نهايتها، لكن المؤكد أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت التصريحات الإيجابية ستتحول إلى اتفاق فعلي، أم ستظل مجرد وعود دبلوماسية مؤجلة.


 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق